مقال

السلام طريق المحبة والتعارف

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن السلام طريق المحبة والتعارف
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله، كتب على خلقه الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، الكل يفنى ويموت، وسبحانه يحيي ويميت، وهو الحي الذي لا يموت، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا وكتب علينا الموت وجعله سبيلا للقائه، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وآل بيته الكرام، ومن سار على نهجه واهتدى بهديه إلى يوم الدين ثم أما بعد، إن من فوائد السلام، هو أن السلام من أسماء الله تعالى وهو المسلم لعباده المسلم على أوليائه، وكما أن الجنة هي دار السلام فهي دار السلامة من الآفات، والسلام أمان الله في الأرض وهو تحية المؤمنين في الجنة وتحية أهل الإسلام في الدنيا، والسلام طريق المحبة والتعارف بين المسلمين.

وهو من جملة الأسباب لدخول الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم ” يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام” رواه الترمذي، وفي إشاعة السلام بين المسلمين تنشأ المودة والمحبة ويشعر كل مسلم بالاطمئنان تجاه الآخرين فهو يورث المحبة في القلوب، فقال صلى الله عليه وسلم “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم” رواه مسلم، وكما أن البخل بالسلام أشد من البخل بالمال، والسلام قد يزيل العداوة وينهي الخصومة ويسلّ؟ سخيمة الصدور، وفي المداومة علي السلام تمييز للمسلمين وكيد لأعداء الدين، ومن حافظ عليه حاز فضل الاتباع وجزاء الطاعة.

وكلما زادت كلمات السلام زادت حسناته والسلام والمصافحة يسببان مغفرة الذنوب، فقال صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا” رواه أبو داود والترمذي، ولكن هل يجب رد السلام كتابيا، إن كان المسلم أرسل سلامه كتابيا عبر رسالة مثلا؟ أم إنني أرد عليه سلامه متلفظا به حينما أقرؤه، ولا أكتبه له، وإنما أجيبه مباشرة على ما طلبه مني بعد السلام؟ وهو أم الواجب هو رد السلام، وفي هذه الحالة التي ذكر السائل يكون الرد باللفظ فورا، ومن ثم، فإن حصل ذلك فقد تم رد السلام، وسقط الواجب عن المسلم عليه، ومن أهل العلم من فصّل في ذلك، ورأى أن السلام إن كان بالإرسال مع شخص مثلا، لزم رده باللفظ، وإن كان بالإرسال كتابة جاز رده باللفظ.

أو بالكتابة، فيقول ابن حجر الهيتمي وأما المرسل إليه فلزمه الرد فورا، ثم إن كان السلام عليه بالإرسال لزمه الرد باللفظ، وإن كان بالكتابة لزمه الرد بها، أو باللفظ، ويندب الرد على الرسول أيضا، وتقديمه، فيقول وعليك وعليه السلام، وكأن سبب عدم جعلهم قوله، وعليك السلام قاطعا لفورية الرد لأنه غير أجنبي، فكما اغتفروه في عدم قطعه لفورية القبول في نحو البيع، فكذلك يغتفر الفصل به هنا، بل ندب تقديمه لأن الحاضر أولى بالرعاية من الغائب، وفائدة وجوب الرد باللفظ مع غيبة المسلم أن في وجوب الرد حقين حقا لله سبحانه وتعالى، وحقا للآدمي، فلو فرض سقوط حق الآدمي لغيبته، لم يسقط حق الله سبحانه وتعالى إذ لا مقتضى لإسقاطه، وأيضا إذا وقع الرد في حضرة الرسول باللفظ بلغه لمرسله، فهذه فائدة ظاهرة، وأما وجوب الرد بالكتابة فحكمته ظاهرة لأن الكتاب إذا وصل للمسلم كان بمنزلة الرد عليه حينئذ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى