خواطر وأشعار

ماذا لو كان للصمت صوت؟/بقلم ليناناصر-لبنان

جريدة الأضواء

ماذا لو كان للصمت صوت؟/بقلم ليناناصر-لبنان

لطالما كان الصمت ثالثنا
دخيلاً ثرثاراً،
يحشر انفه بيننا ،
في كافة لقاءاتنا دون وجل ..
في اللحظات الحاسمة،
حيث الملامح تتوهج شوقاً ،
والافئدة تتأجج شغفاً ،
يتمادى ،
ويمد يديه ليلتقط الأنفاس ،
ويقبض روح البوح ،
ويرتشف أقداح الأمل ،
تاركا الأعصاب مشدوهة
والأنواء قابعة خلف ستارته
تتقدم خطوة وتتقهقر خطوات…

وحين كنت أغازلك،
وأتعمق بمراقبة أدق تفاصيلك ،
بعيداً عن عيون الضوء
والصوت وحتى عن عينيك ..
كنت اشعر بحضوره الصاخب
فأرتبك تحت مظلته،
وأمقت تراتبية اللقاء العاقل
وهو يحصرني في بوتقة خاوية
الا من بقايا عطرك ..
وبعض انفاسك العالقة ،
على اطراف اصابع الوقت لا حيلة لي إلّا الصمت..

وأذكر أنني أحيانا
كنت أتعمد مقاطعته بتنهيدة،
وأحرص على جعلها
حبلى بمختلجات الروح ،
الا أنها تصطدم بجبروت الخجل،
وتقف حائرة عند ضفاف نظراتك ..

ماذا لو كان للصمت صوت؟
ماذا لو اقلع عن ثرثرته الساكنة،
واتخذ وضعية الصراخ فجأة؟
كيف أبرر هذا البحر الهائج من المشاعر ،
المستظل تحت عباءة الصمت لو جن جنونه وانفجر..!

لينا ناصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى