مقال

الدكروري يكتب عن الإمام حفص ” جزء 6″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام حفص ” جزء 6″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء السادس مع الإمام حفص، لاحتمال أن يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حماية وصيانة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يتصور أن تقبل قراءته وروايته لكتاب الله، وعاشرا من اتهمه بالكذب فقد أخطأ خطأ بينا وقوله مردود عليه ولا كرامة له كائنا من كان، بل ولو شاهد واقع الأمة اليوم لاستحى من نفسه أن يتسرع في تلك الأوصاف التي رمى بها حفصا رضي الله عنه، وأحد عشر وهو أنه من باب التنزل مع الخصم فلو افترضنا صحة النقل عن ابن معين لتكذيبه لحفص فالكذب في اللغة قد يطلق على الخطأ حيث قال ابن حبان وأهل الحجاز يسمون الخطأ كذبا، وقال ابن حجر في ترجمة برد مولى سعيد بن المسيب، قال ابن حبان في الثقات كان من الثقات كان يخطيء وأهل الحجاز يسمون الخطأ كذبا، قلت أي ابن حجر يعني قول مولاه.

لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس رضي الله عنهما، وفي النهاية كان بإجماع أهل العلم أن عاصم بن أبي النجود وحفص بن سليمان إمامان ثبتان في القراءة، وأن الضعف الذي نسب لحفص وعاصم في الحديث لا في القراءات، وأن هناك فرق بين التوثيق للحديث والتوثيق للقراءات وقد يكون أحد العلماء متقنا لفن من الفنون مقصرا في فن آخر، وقواعد إسناد الحديث ليست كإسناد القرآن فكم من هو متقن للقراءات حافظا لأسانيد القرآن ومعرفة كل حرف من القراءات العشر وقد لا يكون حافظا لحديث صحيح بإسناده هذا إن لم يخلط في متنه، وعاصم بن أبي النجود وحفص بن سليمان من أئمة أهل السنة والجماعة ولا يستطيع الرافضة أن يثبتوا أنهما من الرافضة لا من كتب أهل السنة والجماعة ولا من كتب الرافضة، وأن محاولة الرافضة نسبة الإمامين عاصم.

وحفص لهما إنما هي محاولة فاشلة لسرقة أسانيد أهل السنة والجماعة ونسبتها إليهم، وأيضا لا يمتلك الرافضة إسنادا واحدا حتى لو كان ضعيفا يتصل برسول الله صلي الله عليه وسلم في جميع كتبهم، وأيضا اتهام حفص بالكذب لا يصح فقد رماه بالكذب ابن خراش الرافضي ولا يعتد به ولا بجرحه، وأيضا الرواية عن ابن معين في اتهام عاصم بالكذب رواية ضعيفة منكرة لأن الراوي عن ابن معين مجهول، ورواية حفص عن عاصم هي الرواية أو التلاوة للقرآن لحفص على شيخه الإمام عاصم بن أبي النجود، وإن هذا القارئ كان ممن التزم بهذه الطريقة في قراءته للقران الكريم، وأتقنها وصار شيخا فيها بعد معلمه وله طلابه وتلاميذه الذين يأخذون عنه فالنسبة هنا نسبة التزام لطريقة القراءة وليست نسبة اختراع بمعنى أن حفصا مثلا أو غيره ليس هو الذي اخترع هذه الطريقة.

وإنما لسبب اتقانه وبراعته في القرآن الكريم وحفظه في عصره واشتهاره بتلاوته القرآن بها، وبذلك وقع الاختيار عليه لنسبة الرواية إليه لا إلى غيره ولم تعد تنسب هذه الرواية إلى الصحابي أو التابعي، وأما عاصم فهو شيخ الإمام حفص، ذلك لأن العلماء كانوا يختارون عند تدوين أشهر القراءات الصحيحة إماما شيخا وتلميذين لكل شيخ، فالشيخ هو الإمام عاصم والتلميذين هما حفص وشعبة، ولكن رواية حفص أشهر من رواية شعبة لذلك لا يعلم كثير من الناس سوى رواية حفص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى