مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الشيرازي ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الشيرازي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام الشيرازي، وخرج أصحاب الفاكهة والحلواء، ونثروا على الأساكفة، وعملوا مداسات صغارا، ونثروها، وهي تقع على رؤوس الناس، والشيخ يعجب وقال لنا رأيتم النثار، ما وصل إليكم منه؟ فقالوا يا سيدي وأنت أي شيء كان حظك منه؟ قال أنا غطيت نفسي بالمحفة، قال شيرويه الديلمي في تاريخ همذان أبو إسحاق إمام عصره قدم علينا رسولا إلى السلطان ملكشاه، سمعت منه، وكان ثقة فقيها زاهدا في الدنيا على التحقيق، أوحد زمانه، وقال خطيب الموصل أبو الفضل حدثني أبي قال توجهت من الموصل سنة ربعمائة وتسع وخمسين إلى أبي إسحاق، فلما حضرت عنده رحب بي، وقال من أين أنت؟ فقلت من الموصل، قال مرحبا أنت بلديي، قلت يا، أنت من فيروزأباد قال أما جمعتنا سفينة نوح ؟ فشاهدت من حسن أخلاقه ولطافته وزهده ما حبب إلي لزومه.

 

فصحبته إلى أن مات، وتوفي ليلة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة، سنة ربعمائة وست وسبعين من الهجرة، في ببغداد، وأحضر إلى دار أمير المؤمنين المقتدي بالله، فصلى عليه، ودفن بمقبرة باب أبرز، وعمل العزاء بالنظامية، وصلى عليه صاحبه أبو عبد الله الطبري، ثم رتب المؤيد بن نظام الملك بعده في تدريس النظامية أبا سعد المتولي، فلما بلغ ذلك النظام، كتب بإنكار ذلك، وقال كان من الواجب أن تغلق المدرسة سنة من أجل الشيخ، وعاب على من تولى، وأمر أن يدرس الإمام أبو نصر عبد السيد بن الصباغ بها، قلت درس بها الشيخ أبو إسحاق بعد تمنع، ولم يتناول جامكية أصلا، وكان يقتصر على عمامة صغيرة وثوب قطني، ويقنع بالوقت، وكان الفقيه رافع الحمال رفيقه في الاشتغال، فيحمل شطر نهاره بالأجرة، وينفق على نفسه وعلى أبي إسحاق.

 

ثم إن رافعا حج وجاور، وصار فقيه الحرم في حدود ربعمائة واربعين من الهجرة، ومات أبو إسحاق، ولم يخلف درهما، ولا عليه درهم، وكذا فليكن الزهد، وما تزوج فيها أعلم، وبحسن نيته في العلم اشتهرت تصانيفه ومنها كالمهذب، والتنبيه، واللمع في أصول الفقه، وشرح اللمع، والمعونة في الجدل، والملخص في أصول الفقه، وأما عن طبقات الفقهاء فكانت كلمات المرجع الديني للإمام السيد محمد الشيرازي وهو عبارة عن عشرين قاعدة لإعادة النهوض بعد الكبوة التي أصابت الأمة، وهذه القواعد هي أسس التقدم لتجديد الحياة وبناء النهضة الحضارية، حيث يؤكد الامام الشيرازي على التغيير الذاتي الذي ينبع من الحرية واللاعنف والعلم والتواضع والعمل الهدفي والإخلاص في التعامل مع الناس والاكتفاء الذاتي والفهم الصحيح واسعاد الناس، وتجديد الحياة يحتاج إلى الكدح والعمل.

 

والتجديد يبدأ من نفس الإنسان، فإنه إذا لم يصلح الإنسان نفسه لا يمكنه إصلاح غيره، ننجح، إذا أخذنا بسائر أسباب الحياة، وسائر مقومات الرقي والتقدم، وسبب واحد كاف في الهزيمة ولكن لا يمكن النصر إلا بتوفر كل الأسباب، والتوكل من لوازمه العمل بالأسباب الكونية التي جعلها الله، وهناك مسلمون يظنون أن الأماني كافية لإنهاضهم، ولذا لا يكدحون إلا لأجل ثوب يلبسونه أو طعام يأكلونه، ولكن هل الأماني تكفي؟ وقال خطيب الموصل أبو الفضل حدثني أبي قال توجهت من الموصل سنة ربعمائة وتسع وخمسين من الهجرة إلى أبي إسحاق فلما حضرت عنده رحب بي وقال من أين أنت؟ فقلت من الموصل، قال مرحبا أنت بلديي، قلت يا سيدنا أنت من فيروزاباد، قال أما جمعتنا سفينة نوح ؟ فشاهدت من حسن أخلاقه ولطافته وزهده ما حبب إلي لزومه، فصحبته إلى أن مات.

 

وتوفي ليلة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وأربعمائة ببغداد وأحضر إلى دار أمير المؤمنين المقتدي بالله، فصلى عليه ودفن بمقبرة باب أبرز وعمل العزاء بالنظامية وصلى عليه صاحبه أبو عبد الله الطبري ثم رتب المؤيد بن نظام الملك بعده في تدريس النظامية أبا سعد المتولي فلما بلغ ذلك النظام كتب بإنكار ذلك وقال كان من الواجب أن تغلق المدرسة سنة من أجل الشيخ وعاب على من تولى وأمر أن يدرس الإمام أبو نصر عبد السيد بن الصباغ بها، وقيل درس بها الشيخ أبو إسحاق بعد تمنع ولم يتناول جامكية أصلا وكان يقتصر على عمامة صغيرة وثوب قطني ويقنع بالقوت وكان الفقيه رافع الحمال رفيقه في الاشتغال، فيحمل شطر نهاره بالأجرة وينفق على نفسه وعلى أبي إسحاق، ثم إن رافعا حج وجاور وصار فقيه الحرم.

 

في حدود الأربعين وأربعمائة، ومات أبو إسحاق ولم يخلف درهما ولا عليه درهم وكذا فليكن الزهد وما تزوج فيما أعلم وبحسن نيته في العلم اشتهرت تصانيفه في الدنيا كالمهذب والتنبيه واللمع في أصول الفقه وشرح اللمع، والمعونة في الجدل، والملخص في أصول الفقه، وغير ذلكن رحمه الله رحمة واسعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى