مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن أبي الزناد ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن أبي الزناد ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام إبن أبي الزناد، وروى أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين قال ثقة حجة، وقال علي بن المديني لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبي الزناد، وبكير الأشج، وقال خليفة بن خياط أبو الزناد لقي ابن عمر وأنس بن مالك، وقال الليث عن عبد ربه بن سعيد دخل أبو الزناد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومعه من الأتباع ويعني طلبة العلم مثل ما مع السلطان فمن سائل عن فريضة ومن سائل عن الحساب ومن سائل عن الشعر ومن سائل عن الحديث ومن سائل عن معضلة، وروى يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد قال رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وشعر وصنوف، ثم لم يلبث أن بقي وحده وأقبلوا على ربيعة وكان ربيعة يقول شبر من حظوة خير من باع من علم.

 

وعن أبي حنيفة قال قدمت المدينة فأتيت أبا الزناد، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعة وأبو الزناد أفقه الرجلين فقلت له أنت أفقه أهل بلدك، والعمل على ربيعة ؟ فقال ويحك كف من حظ خير من جراب من علم، وقال أحمد بن أبي خيثمة عن مصعب بن عبد الله قال كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة وكان صاحب كتاب وحساب وكان كاتبا لخالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة وكان كاتبا لعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وفد على هشام بن عبد الملك بحساب ديوان المدينة، فجالس هشاما مع ابن شهاب، فسأل هشام ابن شهاب في أي شهر كان عثمان يخرج العطاء لأهل المدينة ؟ قال لا أدري، قال أبو الزناد كنا نرى أن ابن شهاب لا يسأل عن شيء إلا وجد علمه عنده، فسألني هشام فقلت في المحرم، فقال هشام لابن شهاب يا أبا بكر هذا علم أفدته اليوم.

 

فقال مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد فيه العلم، قال وكان أبو الزناد معاديا لربيعة الرأي، وكانا فقيهي البلد في زمانهما، وكان الماجشون يعقوب بن أبي سلمة يعين ربيعة على أبي الزناد وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة، وقال أبو الزناد مثلي ومثل ذئب كان يلح على أهل قرية فيأكل صبيانهم ودواجنهم، فاجتمعوا له فخرجوا في طلبه، فهرب منهم فتقطعوا عنه إلا صاحب فخار، فألح عليه، فوقف له الذئب وقال هؤلاء عذرتهم أرأيتك أنت ما لي ولك ؟ والله ما كسرت لك فخارة قط، ثم قال ما لي وللماجشون والله ما كسرت له كبرا ولا بربطا، وقيل لأبي الزناد لم تحب الدراهم وهي تدنيك من الدنيا ؟ فقال إنها وإن أدنتني منها، فقد صانتني عنها، وقال محمد بن سعد كان أبو الزناد ثقة كثير الحديث ، فصيحا بصيرا بالعربية ، عالما عاقلا، وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي.

 

هو كان سبب جلد ربيعة الرأي ثم ولي بعد ذلك المدينة فلان التيمي، فأرسل إلى أبي الزناد، فطين عليه بيتا، فشفع فيه ربيعة، قلت تئول الشحناء بين القرناء إلى أعظم من هذا، ولما رأى ربيعة أن أبا الزناد يهلك بسببه ما وسعه السكوت، فأخرجوا أبا الزناد، وقد عاين الموت وذبل ومالت عنقه، وروى الليث بن سعد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال أما أبو الزناد، فليس بثقة ولا رضي، قلت انعقد الإجماع على أن أبا الزناد ثقة رضي، وقيل كان مالك لا يرضي أبا الزناد وهذا لم يصح، وقد أكثر مالك عنه في كتابه، وقال ابن عيينة قلت للثوري جالست أبا الزناد ؟ قال ما رأيت بالمدينة أميرا غيره، وقال ابن عيينة جلست إلى إسماعيل بن محمد بن سعد، فقلت حدثنا أبو الزناد، فأخذ كفا من حصى فحصبني به، وكنت أسأل أبا الزناد وكان حسن الخلق، وعن يحيى بن بكير قال حدثنا الليث.

 

قال جاء رجل إلى ربيعة فقال إني أمرت أن أسألك عن مسألة، وأسأل يحيى بن سعيد وأسأل أبا الزناد، فقال هذا يحيى وأما أبو الزناد، فليس بثقة، وقال يحيى بن معين قال مالك كان أبو الزناد كاتبا لهؤلاء، يعني بني أمية، وكان لا يرضاه يعني لذلك، ثم قال ابن عدي أبو الزناد كما قال يحيى بن معين ثقة حجة ولم أورد له حديثا لأن كلها مستقيمة، وعن ابن القاسم قال سألت مالكا عمن يحدث بالحديث الذي قالوا إن الله خلق آدم على صورته فأنكر ذلك إنكارا شديدا، ونهى أن يتحدث به أحد، فقيل إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به قال من هم ؟ قيل ابن عجلان عن أبي الزناد، فقال لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء ولم يكن عالما، ولم يزل أبو الزناد عاملا لهؤلاء حتى مات، وكان صاحب عمال يتبعهم، وعن سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال.

 

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “قال الله عز وجل إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها فإن عملها فاكتبوها عشر أمثالها، فإن هم بسيئة، فلا تكتبوها فإن عملها فاكتبوها مثلها وإن تركها، فاكتبوها حسنة” وتوفي الإمام إبن أبو الزناد رحمه الله في ليلة الجمعة السابع عشر من شهر رمضان عام مائة وثلاثين من الهجرة، الموافق سبعمائة وثماني وأربعين ميلادي، وهو ابن ست وستين سنة، ودفن بالمدينة المنورة، وقيل بل مات سنة مائة وواحد وثلاثين من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى