مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الإمام إبن خلدون ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الإمام إبن خلدون ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام إبن خلدون هو عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي المعروف بإبن خلدون، وولد في تونس وشب وترعرع فيها وتخرج من جامعة الزيتونة، وتولي الكتابة والوساطة بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية، ثم استقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته من مصادر الفكر العالمي، ومن أشهرها هو كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، المعروف بتاريخ ابن خلدون، وابن خلدون مؤرخ من شمال أفريقيا، تونسي المولد أندلسي حضرمي الأصل، وعاش بعد تخرجه من جامعة الزيتونة في مختلف مدن شمال أفريقيا، حيث رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان وفاس، كما توجه إلى مصر.

 

حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وتولي فيها قضاء المالكية، وظل بها ما يناهز ربع قرن منذ سنة سبعمائة واربع وثمانين حتي ثماني مائة وثمانية من الهجرة، حيث توفي عام ألف وربعمائة وست من الميلاد عن عمر بلغ ثلاث وسبعين عاما وتم دفنه قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركا تراثا ما زال تأثيره ممتدا حتى اليوم ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع الحديث ومن علماء التاريخ والاقتصاد، وقد ولد ابن خلدون في تونس عام سبعمائة واثنين وثلاثين من الهجرة الموافق ألف وثلاثمائة واثنين وثلاثين ميلادي، بالدار الكائنة بنهج تربة الباي رقم أربعه وثلاثين حيث كانت أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب، وحفظ القرآن الكريم في طفولته، وكان أبوه معلمه الأول، وقد شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، نزحت عائلته من الأندلس منتصف القرن السابع الهجري.

 

إلى تونس خلال حكم الحفصيين، ويتعقب ابن خلدون أصوله إلى حضرموت وكان اسمه العائلي الحضرمي وذكر في تاريخه كتاب العبر المعروف باسم تاريخ ابن خلدون أنه من سلالة الصحابي وائل بن حجر وأن أجداده من حضرموت، ورحل ابن خلدون بعلمه إلى مدينة بسكرة حيث تزوج هناك، ثم توجه عام ألف وثلاثمائة وست وخمسين ميلادي إلى فاس حيث ضمّه أبو عنان المريني إلى مجلسه العلمي واستعمله ليتولى الكتابة مؤرخا لعهده وما به من أحداث، ثم قدّر لابن خلدون رحيل آخر عام ألف وثلاثمائة وثلاث وستين ميلادي إلى غرناطة ومن ثم إلى إشبيلية ليعود بعد ذلك لبلاد المغرب، فوصل قلعة ابن سلامة وهي تيارت في الجزائر حاليا، فأقام بها أربعة أعوام وشرع في تأليف كتاب العبر الذي أكمل كتابته بتونس ورفع نسخة منه لسلطان تونس ملحقا إياها بطلب الرحيل إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج.

 

ثم ركب سفينة إلى الإسكندرية وتوجه من ثم إلى القاهرة حيث أمضى بقية حياته، وتولى هناك القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيها متميزا خاصة أنه خريج جامعة الزيتونة، وكان في طفولته درس بمسجد القبة قرب منزله المسمى سيد القبة، ويعتبر ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقا بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت، وقد عدد المؤرخون لابن خلدون عددا من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن أشهر كتبه كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر في سبعة مجلدات أولها المقدمة المشهورة أيضا بمقدمة ابن خلدون.

 

وتشغل من الكتاب ثلثه، وهي عبارة عن مدخل موسع للكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران وهو علم الاجتماع والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر، واعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والأحزان على فقد الأعزاء، من أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة سبعمائة وتسع وأربعين للهجرة، حيث تفرغ بعدها أربع سنوات في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية، حتى اعتزل الناس آخر عمره، ليكتب سفره أو ما عرف بمقدمة ابن خلدون مؤسسا لعلم الاجتماع بناء على الاستنتاج والتحليل في التاريخ وحياة الإنسان، واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعية في البحث والتفكير، وقد ابتكر ابن خلدون وصاغ فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل إليه الفكر البشري في مختلف العصور والأمم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى