مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الكسائي ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الكسائي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام الكسائي هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الكسائي، وولد الكسائي عام مائة وتسعة عشر من الهجرة، الموافق سبعمائة وسبعة وثلاثين ميلادي، في إحدى قرى الكوفة وهو مولى بني أسد من خندف، وهو من أولاد الفرس من سواد العراق، وهو أبو الحسن الكسائي الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات، وقال الإمام ابن الجزري واختلف في تسميته بالكسائي، فالذي رويناه عنه أنه سئل عن ذلك، فقال لأني أحرمت في كساء، وقيل غير ذلك، وكان إمام الكوفيين في اللغة والنحو، وسابع القراء السبعة، ويعد المؤسس الحقيقي للمدرسة الكوفية في النحو، وحدث عن الإمام جعفر الصادق، والأعمش، وسليمان بن أرقم، وأخذ النحو عن الخليل بن أحمد الفراهيدي، ثم سافر في بادية الحجاز ونجد مدة للعربية ولزم معاذا الهراء، فأصبح مثالا يحتذى به في علمه بفنون اللغة وقواعدها.

 

وصار إمام نحاة الكوفة، وبلغ عند هارون الرشيد منزلة عظيمة، وأدب ولده الأمين، ونال جاها وأموالا، وأخذ القراءة عرضا عن حمزة الزيات أربع مرات، وإليه انتهت رئاسة الإقراء في الكوفة بعد وفاته، وروى عنه القراءات أبو عمر الدوري، وأبو الحارث الليث بن خالد وهما راوياه، ونصير بن يوسف الرازي، وقتيبة بن مهران الأصبهاني، وأحمد بن أبي سريج، وأحمد بن جبير الأنطاكي، وأبو حمدون الطيب، وعيسى بن سليمان الشيزري ويحيى الفراء وخلف البزار، وكان من أشهر تلاميذه هشام بن معاوية الضرير ويحيى الفراء، وقد أخذ الكسائي القراءة عرضا عن حمزة أربع مرات، وعليه اعتماده، وعن محمد بن أبي ليلة، وعيسى بن عمر الهمداني، وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش، وإسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع، وعن عبد الرحمن بن أبي حماد، وعن أبي حيوة شريح بن يزيد.

 

وللكسائي عدد من التصانيف من أشهرها معاني القرآن ومقطوع القرآن وموصوله، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير وكتاب النوادر الأصغر، ومختصر في النحو، وكتاب اختلاف العدد وكتاب قصص الأنبياء وكتاب الحروف وكتاب العدد وكتاب القراءات وكتاب المصادر وكتاب الهجاء وغيرها، ويقول الشيخ عبد الفتاح القاضي عن منهج الكسائي في القراءة، أنه يبسمل بين كل سورتين إلا بين سورتي الأنفال والتوبة، فيقف أو يسكت أو يصل، ويوسط المدين المتصل والمنفصل بمقدار أربع حركات،

ويدغم ذال إذ فيما عدا الجيم، ويدغم دال وتاء التأنيث ولام هل وبل في حروف كل منها، ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو “قال إذهب فمن تبعك منهم” ويدغم الفاء المجزومة في الباء في ” إن نشأ نخسف بهم” وأدغم من رواية الليث اللام المجزومة في الذال في ” يفعل ذلك” حيث وقع هذا اللفظ.

 

ويدغم الذال في التاء في كلمة “عذت” وكلمة “فنبذتها” وكلمة”اتخذتم” وكلمة “أخذتم” ويدغم الثاء في التاء في “أورثتموها” وكلمة “لبثت” وكلمة “لبثتم” ويميل ما يميله حمزة من الألفات، ويزيد عليه إمالة بعض الألفاظ كما وضح في كتب القراءات، ويميل ما قبل هاء التأنيث عند الوقف نحو “رحمة” وكلمة “الملائكة” بشروط مخصوصة، ويقف على التاءات المفتوحة نحو كلمة ” شجرت، بقيت، جنت” بالهاء، ويسكن ياء الإضافة في ” قل لعبادي الذين آمنوا” بسورة إبراهيم، وقوله تعالي ” يا عبادي الذين” بسورة العنكبوت والزمر، ويثبت الياء الزائدة في ” يوم يأتي” في سورة هود، وقوله تعالي ” كنا نبغي” في سورة الكهف، في حال الوصل، وكذلك من منهجه وفي سورة المائدة “هل تستطيع ربك” أما في رواية حفص “هل يستطيع ربك” وهو ما يوافق جمع من الصحابة منهم السيدة عائشة رضي الله عنها، وللكسائي مؤلفات كثيرة.

 

منها كتاب اختلاف العدد، وكتاب قصص الأنبياء، وكتاب الحروف، وكتاب العدد، وكتاب القراءات، وكتاب المصادر، وكتاب النوادر الأصغر، وكتاب النوادر الأكبر، وكتاب النوادر الأوسط، وكتاب الهجاء، ومختصر في النحو، ومعاني القرآن، ومقطوع القرآن وموصوله، وكتاب الحروف، وغير ذلك من المؤلفات، وقد أثنى عليه الشافعي في النحو، وقال ابن الأنباري كان أعلم الناس بالنحو والعربية والقراءات، وكانوا يكثرون عليه في القراءات، فجمعهم وجلس على كرسي، وتلا القرآن من أوله إلى آخره وهم يستمعون، ويضبطون عنه حتى الوقف والابتداء، وقال أبو عبيد في كتاب القراءات كان الكسائي يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة بعضا، وترك بعضا، وليس هناك أضبط للقراءة ولا أقوم بها من الكسائي، وقال إسماعيل بن جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع ما رأيت أقرأ لكتاب الله تعالى من الكسائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى