مقال

الدكروري يكتب عن الإمام ربعي إبن حراش

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام ربعي إبن حراش

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام ربعي بن حراش هو الإمام القدوة الولي الحافظ الحجة أبو مريم الغطفاني ثم العبسي الكوفي المعمر، أخو العبد الصالح مسعود، الذي تكلم بعد الموت، وهو تابعي كوفي، وأحد رواة الحديث النبوي الشريف، وقيل أنه كان أعور، وينتمي أبو مريم ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو إلى بني عبس أحد بطون قبيلة غطفان، وهو أحد التابعين الذين سكنوا الكوفة، واشتهر بصدقه، فكان لا يكذب قط، فقد رُوي أن ولدين له طلبهما الحجاج بن يوسف الثقفي ليرسلهما مع البعوث، فامتنعا وهربا، فأرسل الحجاج إلى ربعي يسأله عنهما، فقال له الحجاج ما فعل ابناك؟ فردّ عليه ربعي قائلا هما في البيت، والله المستعان، فقال له الحجاج هما لك، بعد أن أعجبه صدقه، وإن الحديث النبوي الشريف مر بمراحل طويلة بدأت بالصحابة الكرام رضوان الله عليهم، حيث ناقلوا الوحي والتنزيل.

 

ولازموا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حّله وترحاله، فكانوا الطبقة الأولى في إسناد الحديث النبوي الشريف، وتبعهم المخضرمين من الرواة والتابعين ممن رووا الحديث النبوي الشريف عن الصحابة لينقلوها إلى تابعيهم، وقد برز من التابعين رواة للحديث الشريف تزينت كتب الحديث النبوي بأسمائهم وروايتهم المكثرة ومنهم ربعي بن حراش رحمه الله تعالى وهو التابعي الجليل، أبو مريم، وهو من غطفان، وكان يقطن الكوفة، واشتهر بصدق اللسان والإخلاص في رواية الحديث النبوي الشريف وكان من رواة الحديث النبوي الشريف عن الصحابة الأجلاء وكان صاحب علم ومرجع يرجع إليه أقرانه من المحدثين وطلبة العلم، وكانت وفاته مختلف فيها بين سنة مائة ومائة وواحد من الهجرة النبوية، وكان ربعي من التابعين الذين روو الحديث النبوي الشريف عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم.

 

فروى الإمام ربعي بن حراش عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وخرشة بن الحر وأبي موسى الأشعري وأبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري وحذيفة بن اليمان وأبي بكرة الثقفي والبراء بن ناجية وزيد بن ظبيان وطارق بن عبد الله المحاربي والطفيل بن سخبره وعبد الله بن شداد بن الهاد وعبد الله بن مسعود وعمرو بن ميمون وعمران بن حصين وأبي اليسر كعب بن عمرو السلمي وأبي الأبيض الشامي وعن أخت له كانت زوجة لحذيفة بن اليمان، وروى عنه أبو مالك الأشجعي ومنصور بن المعتمر وعبد الملك بن عمير وحصين بن عبد الرحمن السلمي وإبراهيم بن مهاجر والحسن بن عبيد الله النخعي وحميد بن هلال العدوي وعامر الشعبي وأبو سيدان عبيد بن الطفيل الغطفاني وعمرو بن هرم وأبو النضر كثير بن أبي كثير التميمي ومحمد بن علي السلمي ونعيم بن أبي هند وهلال مولى ربعي بن حراش.

 

وقال عنه ابن سعد أنه كان ثقة، له أحاديث صالحة، وقال عنه العجلي أنه تابعي ثقة من خيار الناس، وقال عنه ابن خراش أنه صدوق، وقد روى له الجماعة، وعن ربعي بن حراش قال خطبنا عمر بالجابية، وعن الكلبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى حراش بن جحش، فخرق كتابه، وقال محمد بن علي السلمي رأيت ربعي بن حراش مر بعشار، ومعه مال، فوضعه على قربوس سرجه، ثم غطاه ومر، وقال الأصمعي أتى رجل الحجاج فقال إن ربعي بن حراش زعموا لا يكذب وقد قدم ولداه عاصيين قال فبعث إليه الحجاج فقال ما فعل ابناك ؟ قال هما في البيت والله المستعان فقال له الحجاج بن يوسف هما لك وأعجبه صدقه، ورواها الثوري عن منصور، وزاد قالوا من ذكرت يا أبا سفيان ؟ قال ذكرت ربعيا وتدرون من ربعي ؟ كان ربعي من أشجع زعم قومه أنه لم يكذب قط.

 

 

وقال أحمد بن عبد الله العجلي أن ربعي ثقة، وقال ابن خراش أنه صدوق، وعن البرجلاني قال حدثنا محمد بن جعفر بن عون أنبأنا بكر بن محمد العابد عن الحارث الغنوي قال آلى ربعي بن حراش أن لا تفتر أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره، قال الحارث فأخبر الذي غسله أنه لم يزل متبسما على سريره ونحن نغسله، حتى فرغنا منه، رحمة الله عليه، وقال علي ابن المديني بنو حراش ثلاثة ربعي وربيع ومسعود، وقال منصور بن المعتمر سعي إلى الحجاج بأنك ضربت البعث على ابني ربعي فعصيا فبعث إليه فإذا هو شيخ منحن، فقال ما فعل ابناك ؟ قال هما في البيت، قال فحمله وكساه وأوصى به خيرا، وعن ربعي قال كنا أربعة إخوة فكان الربيع أكثرنا صلاة وصياما في الهواجر وإنه توفي فبينما نحن حوله قد بعثنا من يبتاع له كفنا إذ كشف الثوب عن وجهه فقال السلام عليكم فقال القوم عليكم السلام يا أخا عيسى، أبعد الموت ؟

 

قال نعم إني لقيت ربي بعدكم فلقيت ربا غير غضبان واستقبلني بروح وريحان وإستبرق ألا وإن أبا القاسم ينتظر الصلاة علي فعجلوني، ثم كان بمنزلة حصاة رمي بها في طست، فنمي الحديث إلى عائشة رضي الله عنها فقالت أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” يتكلم رجل من أمتي بعد الموت ” و‎قال أبو نعيم ورواه عن عبد الملك زيد بن أبي أنيسة وإسماعيل بن أبي خالد والثوري وابن عيينة وما رفعه سوى عبيدة، وبه قال أبو نعيم حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عاصم بن علي حدثنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن ربعي قال مات أخ لنا، فسجيناه فذهبت في التماس كفنه، فرجعت وقد كشف الثوب وهو يقول كما جاء في الحديث، وقيل توفي الإمام ربعي سنة مائة وواحد من الهجرة في الكوفة في خلافة عمر بن عبد العزيز، وصلى عليه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وهكذا قال أبو بكر بن أبي شيبة وعلي ابن المديني وغيرهما أنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى