مقال

الدكروري يكتب عن الإمام عطاء بن أبي رباح ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام عطاء بن أبي رباح ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وعن ابن وهب عن مالك قال عمرو بن دينار ومجاهد وغيرهما من أهل مكة لم يزالوا متناظرين حتى خرج عطاء بن أبي رباح إلى المدينة فلما رجع إلينا استبان فضله علينا وروى إبراهيم بن عمر بن كيسان قال أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحج مناديا يصيح لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح فإن لم يكن عطاء فعبد الله بن أبي نجيح، كما قال أبو حازم الأعرج فاق عطاء أهل مكة في الفتوى، وروى همام عن قتادة قال، قال لي سليمان بن هشام هل بالبلد يعني مكة أحد قلت نعم أقدم رجل في جزيرة العرب علما فقال من قلت عطاء بن أبي رباح، وعن ابن أبي عروبة عن قتادة فيما يظن الراوي قال إذا اجتمع لي أربعة لم ألتفت إلى غيرهم ولم أبال من خالفهم الحسن وابن المسيب وإبراهيم وعطاء هؤلاء أئمة الأمصار، وعن ضمرة عن عثمان بن عطاء قال كان عطاء أسود شديد السواد ليس في رأسه شعر إلا شعرات.

 

فصيح إذا تكلم فما قال بالحجاز قبل منه، وقال ابن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم يخيل لنا أنه يؤيد، وقال أسلم المنقري جاء أعرابي يسأل فأرشد إلى سعيد بن جبير فجعل الأعرابي يقول أين أبو محمد فقال سعيد ما لنا ها هنا مع عطاء شيء، وروى عبد الحميد الحماني عن أبي حنيفة قال ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء بن أبي رباح ولا لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته قط بشيء إلا جاءني فيه بحديث وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث من رأيي عن النبي لم ينطق بها، وقال محمد بن عبد الله الديباج ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر وهم يخوضون فإن تكلم أو سئل عن شيء أحسن الجواب، وروى أيوب بن سويد عن الأوزاعي قال مات عطاء بن أبي رباح يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عند الناس وما كان يشهد مجلسه إلا تسعة أو ثمانية.

 

وقال الثوري عن سلمة بن كهيل ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه الله غير هؤلاء الثلاثة عطاء وطاووس ومجاهد، وقال ابن جريج كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة وكان من أحسن الناس صلاة، وقال إسماعيل بن عياش قلت لعبد الله بن عثمان بن خثيم ما كان معاش عطاء قال صلة الإخوان ونيل السلطان، وقال الأصمعي دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك وهو جالس على السرير وحوله الأشراف وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته فلما بصر به عبد الملك قام إليه فسلم عليه وأجلسه معه على السرير وقعد بين يديه وقال يا أبا محمد حاجتك قال يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله وحرم رسوله فتعاهده بالعمارة واتق في أولاد المهاجرين والأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس واتق الله في أهل الثغور فإنهم حصن المسلمين وتفقد أمور المسلمين فإنك وحدك المسؤول عنهم واتق الله فيمن على بابك فلا تغفل عنهم ولا تغلق دونهم بابك.

 

فقال له أفعل ثم نهض وقام فقبض عليه عبد الملك وقال يا أبا محمد إنما سألتنا حوائج غيرك وقد قضيناها فما حاجتك قال ما لي إلى مخلوق حاجة ثم خرج فقال عبد الملك هذا وأبيك الشرف هذا وأبيك السؤدد، وعن محمد بن حميد قال حدثنا أبو تميلة حدثنا مصعب بن حيان أخو مقاتل قال كنت عند عطاء بن أبي رباح فسئل عن شيء فقال لا أدري نصف العلم ويقال نصف الجهل، وعن الوليد الموقري عن الزهري قال لي عبد الملك بن مروان من أين قدمت قلت من مكة قال فمن خلفت يسودها قلت عطاء قال أمن العرب أم من الموالي قلت من الموالي قال فيم سادهم قلت بالديانة والرواية قال إن أهل الديانة والرواية ينبغي أن يسودوا فمن يسود أهل اليمن قلت طاووس قال فمن العرب أو الموالي قلت من الموالي قال فمن يسود أهل الشام قلت مكحول قال فمن العرب أم من الموالي قلت من الموالي عبد نوبي أعتقته امرأة من هذيل.

 

قال فمن يسود أهل الجزيرة قلت ميمون بن مهران وهو من الموالي قال فمن يسود أهل خراسان قلت الضحاك بن مزاحم من الموالي قال فمن يسود أهل البصرة قلت الحسن من الموالي قال فمن يسود أهل الكوفة قلت إبراهيم النخعي قال فمن العرب أم من الموالي قلت من العرب قال ويلك فرجت عني والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها قلت يا أمير المؤمنين إنما هو دين من حفظه ساد ومن ضيعه سقط الحكاية منكرة والوليد بن محمد واه فلعلها تمت للزهري مع أحد أولاد عبد الملك وأيضا ففيها من يسود أهل مصر قلت يزيد بن أبي حبيب وهو من الموالي فيزيد كان ذاك الوقت شابا لا يعرف بعد والضحاك فلا يدري الزهري من هو في العالم وكذا مكحول يصغر عن ذاك، وقال عبد العزيز بن رفيع سئل عطاء عن شيء فقال لا أدري قيل ألا تقول برأيك قال إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى