مقال

الدكروري يكتب عن الإمام موسي بن عقبة ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام موسي بن عقبة ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام موسي بن عقبة هوالإمام، الثقة، الكبير، أبو محمد موسى بن عقبة بن أبي عياش القرشي، مولاهم، الأسدي، المطرفي، المدني، مولى آل الزبير، ويقال بل مولى الصحابية أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص الأموية، زوجة الزبير بن العوام رضي الله عنهما، وحدّث عنها، ولد بالمدينة وبها توفي سنة مائة وواحد وأربعين من الهجرة، وهو عالم بالسير والمغازي، من ثقات رجال الحديث، ولم توضح المصادر إلى تاريخ مولده، إلا أن ابن عقبة حدث عن نفسه فقال حججت وابن عمر بمكة، عام حج نجدة الحروري، وقد ذكر الطبري أن حجة الحروري هذه كانت سنة ثماني وستين من الهجرة، وعليه فمولده يكون قبل هذه الحجة بزمن يكون فيه مؤهلا للحج ومميزا للأحداث، ويعد موسى ابن عقبة من صغار التابعين، فلم يدرك إلا عددا قليلا من الصحابة منهم ابن عمر، وجابر، وأنس بن مالك.

 

وحدث عن الصحابية أم خالد زوجة الزبير بن العوام رضي الله عنه، وأخرج له البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده عن موسى بن عقبة قال سمعت أم خالد بنت خالد رضي الله عنه، قال ولم أسمع أحدا سمع من النبي صلي الله عليه وسلم غيرها، قالت “سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر” وأما من كبار التابعين فقد أدرك منهم جمعا غفيرا، منهم علقمة بن وقاص الليثي، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأخيه حمزة، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافع بن جبير بن مطعم، ونافع مولى ابن عمر، وعروة بن الزبير، وعكرمة مولى ابن عباس، والزهري، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان، ومحمد بن المنكدر، وعطاء السليمي، كما حدث عن عبد الله بن دينار، ومحمد بن يحيى بن حبان، وحمزة بن عبد الله بن عمر، وكما لم تذكر المصادر أن لموسى ابن عقبة مصنف سوى كتابه المغازي وبه اشتهر.

 

وهو من أوائل ما ألف في هذا الباب، وقد فقد أصله في جملة ما فقد من تراث الإسلام، إلا أن مادته قد جمعت في كتاب وخُرّجت رواياتها بعناية الأستاذ محمد باقشيش في رسالة علمية منشورة، وكما حظي موسى ابن عقبة وكتابه المغازي بتقدير كبير من العلماء، وبلغ لديهم مبلغا كبيرا من الثقة والصدق والأمانة، وممن أثنوا عليه الإمام مالك بن أنس حيث كان يقول عليكم بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة فإنها أصح المغازي عندنا، وفي رواية قال عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة، وقال عنه الامام الشافعي ليس في المغازي أصح من كتابه مع صغره، وخلوه من أكثر ما يذكر في كتب غيره، وحدث عنه الامام سفيان بن عيينة فقال إنما كنت أجيء إلى المدينة من أجل موسى بن عقبة، فلما مات تركت المدينة، وقال الإمام الذهبي عنه أنه كان ثقة ثبتا كثير الحديث، وذكر الإمام النووي أن العلماء اتفقوا على توثيقه.

 

وروى له البخاري ومسلم، وكما قال أيضا هو ثقة ثبت من صغار التابعين، وقال الإمام ابن حجر العسقلاني عنه أنه ثقة فقيه إمام في المعازي وقال مخلد بن الحسين سمعت موسى بن عقبة، وقيل له رأيت أحدا من الصحابة؟ قال حججت وابن عمر بمكة عام حج نجدة الحروري، ورأيت سهل بن سعد متخطأ عليّ فتوكأ على المنبر فسار الإمام بشيء، وذكر أن موسى بن عقبة طلب العلم وهو كهل، ويروى في ذلك أنه جاء وصالح بن كيسان إلى الزهري يطلبان العلم، فقال لهما ” حبستما حتي إذا صرتما كالشنان لا تمسكان ماء، جئتما تطلبان العلم” وقد روى عنه خلق كثير، منهم إبراهيم بن طهمان، وبكير بن عبد الله بن الأشج مع تقدمه، وشعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، ومالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وأبو إسحاق الفزاري، ومحمد بن فليح، وابن المبارك.

 

وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وإسماعيل بن عياش، وفضيل بن سليمان، والدراوردي، ومخلد بن الحسين، وغيرهم، وكان الإمام موسي بن عقبة ثقة جليل حافظ إمام، أثنى عليه الكبار أمثال مالك بن أنس، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وابن سعد وغيرهم وله جهاد، وقال موسى بن عقبة “غزوت الروم في خلافة الوليد بن عبد الملك مع سالم بن عبد الله” وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة من أهل المدينة وعن إبراهيم بن المنذر، وعن معن بن عيسى، قال كان مالك إذا قيل له مغازي من نكتب؟ قال “عليكم بمغازي موسى بن عقبة، فإنه ثقة” وقال ابن المنذر أيضا حدثني مطرف ومعن، ومحمد بن الضحاك، قالوا كان مالك إذا سئل عن المغازي؟ قال “عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة، فإنها أصح المغازي” وكان موسى بن عقبة من أسرة علم، فأخواه إبراهيم بن عقبة ومحمد بن عقبة، من ثقات المحدثين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى