مقال

البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق ” جزء 4″

البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق، ويجب علينا جميعا أن نعلم أن الأخلاق الحسنة من أسباب دخول الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال “سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال” تقوى الله وحسن الخلق” وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال صلى الله عليه وسلم ” الفم والفرج”وكذلك فإن الأخلاق الحسنة سبب في محبة الله لعبده، وقد ذكر الله تعالى محبته لمن يتخلق بالأخلاق الحسنة.

 

والتي منها الصبر والإحسان والعدل وغير ذلك، فقد قال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة البقرة ” وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكه وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” وقال أيضا سبحانه وتعالى ” والله يحب الصابرين” وقال أيضا سبحانه وتعالى ” إن الله يحب المقسطين”وقال صلى الله عليه وسلم” أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا” وكذلك أيضا فإن الأخلاق الحسنة من أسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا” وإن مكارم الأخلاق أثقل شيء في الميزان يوم القيامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق”

 

وأيضا الأخلاق الحسنة تضاعف الأجر والثواب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار” وقال صلى الله عليه وسلم” إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته، وحسن خلقه” وأيضا فإن الأخلاق الحسنة من خير أعمال العباد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” يا أبا ذر، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم “عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فو الذي نفس محمد بيده، ما عمل الخلائق بمثلهما” وأيضا فإن الأخلاق الحسنة تزيد في الأعمار وتعمر الديار.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار” وأيضا فإن الأخلاق الحسنة علامة على كمال الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم” أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم” وفي حديث عمرو بن عبسة أنَه سأل النبي صلى الله عليه وسلم، أى الإيمان أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم” حسن الخلق” وإنه عندما بعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت من أول المهمات التي طلبت منه نشرها بين الناس هي الأخلاق الحميدة، لأن الأخلاق الحميدة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المرء حتى يستطيع أن يحيا حياة كريمة.

 

بجانب أن الأخلاق الحميدة تزيد كفة الميزان يوم القيامة وزيادة الحسنات التي تمحو السيئات، لهذا فهي تعد عبادة من العبادات العظيمة وهي سبب من أسباب الدخول في الجنة، وإنه عندما يتحلى الإنسان بصفات كريمة مثل العفو والتسامح، فهو يجعل من نفسه إنسان نقي سوي، لديه القدرة على أن يتجاوز الإساءة، ولا تكون لديه رغبة في العقاب والانتقام، والعفو والتسامح القصد منهما السماح وقبول أعذار الآخرين، وذلك الأمر من شأنه أن يساهم في انتشار الأخلاق والقيم الطيبة، من ثم تقدم المجتمع ونهضته، وإن العفو والتسامح من دلالات القوة والعزة، وإن الرسالة التي بعث بها النبى الكريم محمد صلي الله عليه وسلم هي الإسلام وتعاليمه السمحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى