مقال

الدكروري يكتب عن الصحابي أبو الأصبغ “جزء 2”

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الصحابي أبو الأصبغ “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكـــروري

قال عبد الرحمن بن أبي الزناد هو والله يومئذ يُوفر عليهم القوت في كل شهر، وكان من المؤلفة وجدد أنصاب الحرم في عهد عمر بن الخطاب، وروى أبو نجيح عن حُويطب أن امرأة جذبت أمَتها وقد عاذت منها البيت، فشلت يدها، فلقد جاء الإسلام وإن يدها لشلاء، وحديثه في الموطأ في صلاة القاعد، ومات حويطب بالمدينة آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقيل بل مات سنة أربع وخمسين من الهجرة، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وله حديث واحد رواه البخاري، ومسلم، والنسائي من حديث السائب بن يزيد عنه عن عبد الله بن السعدي، عن عمر في العمالة، وهو من عزيز الحديث لأنه اجتمع فيه أربعة من الصحابة رضي الله عنهم، وهكذا هو الصحابى الجليل حويطب بن عبد العزى القرشي العامري، المعمر وهو من الصحابة الذين أسلموا يوم الفتح، وهو أحد الذين أمرهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

بتجديد أنصاب حدود حرم الله تعالى، وهو أحد من دفن الخليفه الراشد الثالث عثمان بن عفان ليلا، وقيل أنه قد باع من معاوية بن أبى سفيان دارا له بالمدينة بأربعين ألف دينار، وكان حميد الإسلام، وقيل أنه عاش مائة وعشرين سنة، وقد مات سنة أربع وخمسين بعد الهجرة النبوية الشريفة وقيل سنة اثنتين وخمسين بعد الهجرة، وقد سار إلى الشام مجاهدا، وكان حميد الإسلام، وكان ابنه هو الصحابي أَبو سفيان بن حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس الذى اسلم معه يوم الفتح، وكان حويطب قد عمّر دهرا طويلا، ولهذا جعله الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، في النفر الذين جددوا أنصاب الحرم، وقد شهد بدرا مع المشركين، ورأى الملائكة يومئذ بين السماء والأرض، وشهد الحديبية وسعى في الصلح، ولما كان عمرة القضاء فى السنة السابعه من الهجرة، كان هو وسهيل بن عمرو هما اللذان أمرا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالخروج من مكة.

فأمر بلال أن لا تغرب الشمس وبمكة أحد من أصحابه، وهو الذى قال عن نفسه، وفي كل هذه المواطن أهم بالإسلام، ويأبى الله إلا ما يريد، فلما كان زمن الفتح خفت خوفا شديدا وهربت فلحقني أبو ذر الغفارى وكان لي خليلا في الجاهلية فقال يا حويطب مالك؟ فقلت خائف، فقال لا تخف فإنه أبر الناس وأوصل الناس، وأنا لك جار فاقدم معي، فرجعت معه فوقف بي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء ومعه أبو بكر وعمر، وقد علمني أبو ذر أن أقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فلما قلت ذلك قال حويطب؟ قلت نعم، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم “الحمد لله الذي هداك” وقد سُر بذلك صلى الله عليه وسلم واستقرضني مالا فأقرضته أربعين ألفا.وشهدت معه حنينا والطائف، وأعطاني من غنائم حنين مائة بعير، ثم قدم حويطب بعد ذلك المدينة فنزلها وله بها دار.

ولما ولي عليها مروان بن الحكم جاءه حويطب، وحكيم بن حزام، ومخرمة بن نوفل، فسلموا عليه وجعلوا يتحدثون عنده ثم تفرقوا، ثم اجتمع حويطب بمروان يوما آخر فسأله مروان عن عمره فأخبره، فقال له تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث، فقال حويطب الله المستعان، والله لقد هممت بالإسلام غير مرة كل ذلك يعوقني أبوك يقول تضع شرفك وتدع دين آبائك لدين محدث؟ وتصير تابعا؟ قال، فأسكت مروان وندم على ما كان قال له، ثم قال حويطب أما كان أخبرك عثمان بن عفان رضى الله عنه، ما كان لقي من أبيك حين أسلم؟ قال، فازداد مروان غما، وقال الشافعي، وكان حويطب جيد الإسلام، وكان أكثر قريش ريعا جاهليا، وقال الواقدي عنه، لقد عاش حويطب في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، وكان خويطب رضى الله عنه، هو أحد الذين أمرهم عمر بن الخطاب بتجديد أنصاب حدود حرم الله.

وهو راوى حديث العمالة الوارد فى البخاري، وعن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته فقال له عمر، ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقال السعدى، بلى، فقال عمر، ما تريد إلى ذلك؟ فقال إن لي أفراسا وأعبدا وأنا بخير وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، فقال عمر لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالا فقلت، أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذ وإلا فلا تتبعه نفسك ” وكان حويطب أيضا مجاهدا فى فتوحات الشام، وكان أيضا هو أحد من دفن عثمان بن عفان ليلا، حيث خاف الجميع من الخروج بجثة عثمان رضى الله عنه لدفنه.

وقد مات حويطب سنة أربع وخمسين بعد الهجرة النبوية الشريفة وقيل سنة اثنتين وخمسين بعد الهجرة، وفي هذه السنة توفي الصحابى الجليل أبو قتادة الأنصاري وعمره سبعون سنة، وقيل مات سنة أربعين من الهجرة، وصلى عليه علي بن أبى طالب رضى الله عنه وكبر عليه سبعا، وقد شهد مع الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه حروبه كلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى