مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن الجزري ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن الجزري ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام إبن الجزري هو شيخ شيوخ القرّاء هو الإمام الحافظ الشافعي أبو الخير وسند المقرئين، صاحب التصانيف التي لم يسبق مثلها، هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الدمشقي العمري الشيرازي الشافعي، وكنيته أبو الخير، وبلغ الذروة في علوم التجويد وفنون القراءات، حتى صار فيها الإمام ولم يكن ابن الجزري عالما في التجويد والقراءات فحسب بل كان عالما في شتى العلوم من تفسير وحديث وفقه وأصول وتوحيد وبلاغة ونحو وصرف ولغة وغيرها وسافر لنشر العلم إلى أنطاكيا ثم بُورصة في تركيا، ولما قامت الفتنة التيمورية في بلاد الروم رحل إلى بلاد ما وراء النهر، ثم إلى شيراز في إيران، وتعلم على يديه خلق كثيرون، وولد الإمام إبن الجزري يوم الجمعة ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة سبعمائة وواحد وخمسين من الهجرة، الموافق الثلاثون من شهر نوفمبر لعام ألف وثلاثمائة وخمسين من الميلاد.

 

داخل خط القصاعين بين السورين بدمشق الشام وكان أبوه تاجرا ومكث أربعين سنة لم يرزق ولدا، فحج وشرب من ماء زمزم، وسأل الله أن يرزقه ولدا عالما، فولد له ابنه محمد هذا بعد صلاة التراويح، ونشأ الإمام إبن الجزري في دمشق الشام، وفيها حفظ القرآن وأكمله وهو ابن ثلاثة عشر عاما، وصلى به وهو ابن أربعة عشر، وكان الإمام إبن الجزري صاحب ثراء ومال، وبياض وحمرة، فصيحا بليغا، اتجهت نفسه إلى علوم القراءات فتلقاها عن جهابذة عصره، من علماء الشام ومصر والحجاز إفرادا وجمعا بمضمن كتب كثيرة، كالشاطبية والتيسير والكافي والعنوان والإعلان والمستنير والتذكرة والتجريد وغيرها من أمهات الكتب وأصول المراجع، وعُرف بابن الجزري، ونسب إلى الجزري كما أتى في المنح الفكرية للشيخ ملا علي القاري، نسبة إلى جزيرة ابن عمر شمال سورية وهي حاليا في تركيا، وتسمى جزيرة بُوطان حاليا.

 

وتقع في منطقة جنوب شرق الأناضول بتركيا، قرب حدود العراق وسوريا، وكما ذكره ابن المصنف وتبعه من بعده في إجماله، وفي القاموس بلد شمال الموصل يحيط به دجلة مثل الهلال، والمراد بابن عمر الذي نسب إليه هو عبد العزيز بن عمر وهو رجل من أهل برقعيد من عمل الموصل، بناها فنسبت إليه، نص على ذلك أبو الوليد بن الشحنة الحنفي، في تاريخه روضة المناظر في علم الأوائل والأواخر فليس بصحابي كما توهمه بعضهم وورد في كتاب الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية، نسبة إلى جزيرة ابن عمر بن الخطاب الثعلبي حوالي عام تسعمائة وواحد وستين من الميلاد، وكانت ميناء أرمينية، وكان للإمام الجزري شيوخ من دمشق، أمثال أبو محمد عبد الوهاب بن السلار، وأحمد بن إبراهيم الطحان، وأبو المعالي محمد بن أحمد اللبان، وأحمد بن رجب، وأبو يوسف أحمد بن الحسين الكفري الحنفي، وأبو الفداء إسماعيل بن كثير.

 

صاحب التفسير المعروف، وهو أول من أجاز له بالإفتاء والتدريس سنة سبعمائة وأربعة وسبعين من الهجرة، وكما كان للإمام الجزري شيوخ من مصر أمثال أبو بكر عبد الله بن الجندي، وأبو عبد الله محمد بن الصائغ، وأبو محمد عبد الرحمن بن البغدادي، وعبد الوهاب القروي، وضياء الدين سعد الله القزويني، وأذن له بالإفتاء سنة سبعمائة وثماني وسبعين من الهجرة، وأيضا من شيوخة صلاح الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الله المقدسي الحنبلي، والبلقيني، وكما كان للإمام الجزري شيوخ من المدينة المنورة، وأبو عبد الله محمد بن صالح الخطيب الأنصاري، والإمام ومعلم في الحرم المدني، ويقول الإمام ابن الجزري عن نفسه وأما لبس الخرقة واتصالها بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإني لبستها من جماعة ووصلت إلي منه من طرق رجاء أن أكون في زمرة محبيه وجملة مواليه يوم القيامة.

 

فمن ذلك أني لبست الخرقة المتبركة من يد شيخي وأستاذي الشيخ الصالح المسند المعمر أبي حفص عمر بن الحسن بن مزيد بن أميلة المراغي ثم الحلبي ثم المزي في يوم الثلاثاء ثاني عشر شوال سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وأخبرني أنه لبسها من يد شيخه الإمام العلامة الزاهد العارف العابد الناسك خطيب الخطباء عز الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ الإمام الصالح الزاهد محيي الدين إبراهيم بن عمر بن الفرج بن أحمد بن شابور الواسطي الفاروبي شيخ القراءات والتفسير والتصوف في سنة تسعين وستمئة والشيخ عز الدين المذكور في خرقة التصوف ثلاث طرق أحمدية وقادرية وسهروردية، وجلس الإمام إبن الجزري للإقراء تحت قبة النسر بالجامع الأموي للتعليم والإقراء سنين عديدة، وولي مشيخة الإقراء الكبرى بتربة أم الصالح بعد وفاة شيخه أبي محمد عبد الوهاب السلار، وولي قضاء دمشق عام سبعمائة وثلاث وتسعين من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى