مقال

فلسطين بين الغرب والاحتلال

جريدة الاضواء

فلسطين بين الغرب والاحتلال

بقلم د/مصطفى النجار

غض الذئاب الطرف عن افتراس أحدهم لحمل وديع، فلما طعن الحمل بقرنيه قاتله دفاعا، ملأ الذئاب الدنيا عواء وعويلا، مشهد يتكرر كثيرا فى عالم الغابة الذى أفرزته الحضارة الغربية العنصرية البائسة.

فعند تدنيس الأقصى، واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وهدم بيوتهم وتشريدهم، وقتلهم بيد الكيان اللعين ومستوطنيه، تطل علينا الوجوه الغربية الكالحة، تطالب الجانى والضحية بضبط النفس، بدلا من ردع الظالم المعتدى، ونتسائل استنكارا، كيف تضبط الضحية نفسها عند الذبح؟ هل يعنى هؤلاء أن يمكن الفلسطينين الصهاينة من ذبحهم بطريقة سلسة، أم تمكين المحتل من اقتلاعهم من أرضهم لبناء مزيد من المستوطنات، كبر باطلا يخرج من أفواههم إن يقولون إلا نفاقا وظلما.

وعندما يحاول الفلسطينيون الدفاع عن أنفسهم ضد هذا المحتل الغشوم، ليستردوا جزء من حقهم، تهيج رغبات التوحشِ فى نفوس الغربيين المريضة، فيرموا الفلسطينيين المحاصرين الذين يدافعون عن أنفسهم و أرضهم المحتلة بالإرهاب، رغم أن الإرهاب تحديدا هو ما تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى.

ونتسائل ، ما هو الإرهاب إذن، إن لم يكن ما يمارسه الكيان اللعين إرهاب ،أليس قتل الأطفال إرهاب، أليس الاعتداء على المصلين الآمنين فى الأقصى إرهاب ، أليس هدم البيوت وتشريد أهلها إرهاب، أليس إحراق مزارع الفلسطينيين إفساد وظلم وإرهاب، أليس حصار الفلسطينيين وتجويعهم ومنع مرضاهم من الخروج للعلاج إرهاب، ماذا يكون الإرهاب ، إن لم يكن قصف الأبراج السكنية وهدمها على رؤوس عشرات الأسر من ساكنيها إرهاب.

لقد عميت عيون الغربيين الكليلة أن ترى تلك الأفاعيل إرهاب، تراه فقط عندما يحاول الفلسطينيون الدفاع عن أنفسهم وأرضهم، أو استرداد بعضا من حقهم، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور.

وليتهم اكتفوا بهذا النفاق، أو التواطئ المقيت، لكنهم فتحوا خزائن أموالهم وأسلحتهم للغاصب المعتدى، بل وشاركوه فى جرائمه ضد الفلسطينيين أصحاب الحق والأرض، ولما لا وهم الذين زرعوا هذا الكيان الآثم قبل جلائهم عن فلسطين تحت ضربات الأحرار من أبناء العروبة عام 1948، وما كان وعد بلفور إلا إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق.

لقد أنشأ الغرب هذا الكيان فى المنطقة وضمن له التفوق العسكرى ليكون قاعدة لضرب العالم العربى والإسلامى، ونهب ثرواته، وزرع بذور الخلاف والشقاق بين دوله ومجتمعاته.

وعلى العالم العربى والإسلامى أن يتوحد، ويرص الصفوف لمواجهة هؤلاء ووكيلهم “الصهاينة”، الذين يتربصون بنا ويهددون أمننا، ويشعلون الفتن بين دول المنطقة، وداخل مجتمعاتها لتفتيتها، حتى يجدوا لهم على الأرض مكان، بل إن أحلام التوسع على حساب العالم العربى لا تفارق خيالهم الآثم، على العالم العربى والإسلامى الوقوف ضد مخططات الغرب، وقد أظهرت ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة هشاشة وضعف وكيلهم البائس، حتى غدا مسخة العالم.

حفظ الله العالم العربى والاسلامى شعوبا وجيوشا، حفظ الله مصر شعبا وجيشا لردع المعتدين.
تحياتى وتقديرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى