مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو القاسم الرافعي القزويني ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو القاسم الرافعي القزويني ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام أبو القاسم الرافعي القزويني هو عبد الكريم ابن أبي الفضل محمد ابن عبد الكريم ابن الفضل ابن الحسن ابن الحسين القزويني الرافعي الشافعي، كنيته أبو القاسم، ونسبته إلى قزوين إحدى المدائن بأصبهان، ويلقب بالإمام، العالم، العلامة، إمام الملة والدين، حجة الإسلام والمسلمين، شيخ الشافعية، عالم العجم والعرب، إمام الدين، صاحب الشرح الكبير، وهو عالم دين مسلم، ومحدث من علماء الحديث ورواته، أصولي وفقيه محقق مجتهد، مفسر ومؤرخ، من كبار أعلام الشافعية، وجمع بين الفقه ورواية الحديث، واشتهر عند العجم والعرب بعلمه، ومؤلفاته، وبحوثه في العلم، وجودة عبارته، ويشتهر بكنيته ونسبته، فيقال له أبو القاسم الرافعي، ويقال له عبد الكريم الرافعي، ويقال له الرافعي مجردا عن الاسم والكنية، ولكن إذا أطلق عند الشافعية فلا يراد به سواه، ويشتهر في بلاد العجم بالإمام رافعان وقد ذكر الرافعي في كتاب التدوين.

 

عند ذكر نسب والده أنه سمع الخطيب الأفضل محمد بن أبي يعلى السراجي، يحكى عن أشياخ له أن الرافعية من أولاد العرب الذين توطنوا تلك البلاد في عهد التابعين وأتباع التابعين، وذكر أنه سمع غير واحد وأن آخرين من الرافعية من ولد رجل من العرب اسمه رافع، أو كنيته أبو رافع، سكن أحدهما قزوين والآخر همدان، وأعقب كل واحد فيهما، فقيل لأولادهما الرافعية، وكما يقال له أيضا الشافعي نسبة لمذهبه في الفقه، ويعرف أيضا بالفقيه الشافعي، أو شيخ الشافعية، أو إمام الدين، ويعرف بالرافعي، نسبة إلى رافع أحد أجداده، وأصله من العرب، استوطن قزوين، ويعود نسبه إلى الصحابي رافع بن خديج، وإليه النسبة فيقال له الرافعي، ولد في قزوين، سنة خمس وخمسين وخمسمائة هجرية، ونشأ فيها بين أسرة عرفت بالعلم، في كنف والده الملقب بمفتي الشافعية، ووالدته صفية بنت أسعد الزاكاني، وتعلم عند والده المعروف بأبي الفضل.

 

وخال والدته أحمد بن إسماعيل، وأخذ عنهما، وعن كبار علماء عصره، وكان متضلعا في فنون العلم، خصوصا في علوم الشريعة، يوصف بأنه مجتهد زمانه، وله اختيارات وترجيحات في الفقه المقارن، يعد من محرري مذهب الشافعية، ومحققيه في القرن السابع الهجري، ويُلقب الرافعي بشيخ الشافعية، فإذا أطلق لفظ “الشيخين” عند الشافعية أريد بهما الرافعي ويحيى بن شرف النووي، وانتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه، وكان بارعا في العلم تقيا صالحا زاهدا متواضعا، وكان متصدرا للإفتاء والتدريس ورواية الحديث، وكان له مجلس بقزوين للفقه، والتفسير، والحديث، وترجم له الكثير من المؤرخين، وأصحاب كتب التراجم، وشهد له كثير من العلماء بمكانته العلمية، وذكر أبو القاسم الرافعي نسبه في كتاب الأمالي الشارحة وهو عبد الكريم ابن أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن الحسين، وقال ابن الملقن أما هو فهو الإمام العالم العلامة.

 

المجتهد إمام الملة والدين حجة الإسلام والمسلمين أبو القاسم عبد الكريم ابن الإمام أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن الحسين، ووالده محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن الحسين رافع القزويني الرافعي الشافعي، ويكنى أبوه بأبي الفضل، وذكره الذهبي فقال الإمام العلامة مفتي الشافعية أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل الرافعي القزويني، ويلقب أبو القاسم الرافعي بألقاب وضعت له، وأصبح معروفا بها، وغالبا ما تكون هذه الألقاب للدلالة على مكانة علمية محددة في اصطلاح العلماء، وقد ذكر العلماء في كتب التراجم وغيرها الألقاب التي أطلقت عليه، فيلقب بالإمام العالم العلامة المجتهد، إمام الملة والدين، حجة الإسلام والمسلمين، شيخ الشافعية، عالم العجم والعرب، إمام الدين، صاحب الشرح الكبير، وذلك نسبة إلى كتابة فتح العزيز شرح الوجيز للغزالي، وقال الذهبي شيخ الشافعية، عالم العجم والعرب، إمام الدين.

 

أبو القاسم عبد الكريم ابن العلامة أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين الرافعي القزويني، وينسب الرافعي إلى جد من أجداده يقال له رافع، ويعود نسبه إلى الجد الأول وهو الصحابي رافع بن خديج الأنصاري، فأجداد الرافعي من العرب، الذين استوطنوا بلاد قزوين، يقال لهم الرافعية، نسبة إلى جدهم المسمى رافع وكما أن الرافعية يطلق على آخرين من العرب، يعود نسبهم إلى رجل من العرب يقال له رافع، أو يكنى بأبي رافع، استوطن أحدهما بلاد قزوين، والآخر همذان، وكان لكل منهما أولادا يعرفون بالرافعية، وذكر ابن الملقن أن الإمام ركن الدين عبد الصمد بن محمد الديلمي القزويني سأل القاضي مظفر الدين قاضي قزوين عن نسبة الرافعي إلى ماذا ينسب؟ فقال أن الرافعي نفسه كتب بخطه في كتاب التدوين في أخبار قزوين أنه منسوب إلى رافع بن خديج، وقال مظفر الدين أنه يوجد عنده كتاب التدوين للرافعي.

 

وفيه ما كتبه الرافعي بيده في الكتاب وقال الذهبي وقال مظفر الدين قاضي قزوين عندي بخط الرافعي في كتاب التدوين في تواريخ قزوين له أنه منسوب إلى رافع بن خديج الأنصاري رضي الله عنه، وقال لي أبو المعالي بن رافع سمعت الإمام ركن الدين عبد الصمد بن محمد القزويني الشافعي يحكي ذلك سماعا من مظفر الدين، ثم قال الركن لم أسمع ببلاد قزوين ببلدة يقال لها رافعان، وذكر ابن الملقن قولا نسبه للنووي وهو أنه منسوب إلى رافعان قرية من بلاد قزوين لكن لو كان منسوبا إلى رافعان فستكون النسبة رافعاني، وليس كذلك، وقد ذكر ركن الدين القزويني أنه لم يسمع في قزوين بقرية يقال لها رافعان ولا رافع، وكلمة رافعان عند العجم، مقابل كلمة الرافعي عند العرب، قال قاضي القضاة جلال الدين القزويني إن رافعان بالعجمي مثل الرافعي بالعربي، فإن الألف والنون في آخر الاسم عند العجم كياء النسب في آخره عند العرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى