مقال

المجتمع المصري إلي أين؟

جريدة الاضواء

المجتمع المصري إلي أين؟

 

بقلم /السيد شحاتة

 

مما لاشك فيه أن هناك خلل كبير في مجتمعنا خلل في منظومة القيم وإنهيار في الأخلاق

 

ففي الفترة الأخيرة ظهرت علي السطح إنتشار الجريمة علي اختلاف أنواعها سواء جرائم أخلاقية أو جرائم جنائية فضلا عن إزدياد حالات العنف والجرائم الأسرية والتي كان من النادر حدوثها

 

كل ذلك يشير إلي وجود إعتلال خطير ومؤشر غير حسن في العلاقات الاجتماعية والإنسانية داخل فئات المجتمع وكأننا نعيش فوق بركان ثائر ينتظر الشرارة الأولى لإحراق من يعيشون بركان يحرق الأخضر واليابس

 

إن انتشار معدل الجريمة لمؤشر خطير علي ماوصلنا اليه بالأمس القريب أم تقتل أولادها وتحاول الإنتحار قد يكون الأمر له علاقة بالحالة الصحية لها وهذا أمر لايمكن أن نتكلم فيه لانه أمام العدالة القضائية وهناك زوج يقتل اولادة لمرورة بضائقة ماليه وخوفا عليهم من الفقر مثلا وزوجه تقتل زوجها لأنها لاتطيق المعيشة معه بالرغم من أن القانون قد كفل لها الخلاص منه بالطرق القانونية وكذلك زوج يقتل زوجته

 

وحالات الإنتحار التي نسمع عنها يوميا او حالات الإبتزاز الرخيص من خلال شبكات سيئه السمعه وجرائم خطف الاطفال وتجارة الاعضاء وغيرهما من الجرائم الدخيلة علي مجتمعنا المصري فما هو السبب.

 

لقد اختفت كل معاني العدالة سواء العدالة الوظيفية التي اختفت بسبب المحسوبية وعدم تمكين أصحاب الكفاءات في تولي المناصب ام هي العدالة الاقتصادية وعدم وجودها بسبب تفشي الرشوة والفساد أم هي العدالة الاجتماعية بسبب عدم النظر إلي أصحاب الطبقة المتوسطة وبالتالي باتت قيم النفاق والوصولية والتواكل والصعود علي أكتاف الآخرين أصبحت صفات مرغوبة ومرحبا بها

 

أم عدم وجود التواجد الأمني المكثف في الشوارع والحارات بالرغم من الجهود المبذولة من الداخلية ولكن نري وجود المزيد حيث كان في الماضي وجود عسكري الدوريه دور هام في منع انتشار الجريمة

 

هناك مواطن كثيرة يجب أن تبذل فعلي سبيل المثال وقد لمسناه بأنفسنا أن الكثير من التجمعات السكنية كالكمبوندات تحتاج إلي رقابة حازمه فكثيرا من الجرائم ترتكب حيث يتم تاجير الكثير من الشقق بها دون إخطار قسم الشرطة المختص بها ومن خلال وجود هؤلاء بتلك المجتمعات مع عدم الرقابه سواء من داخل المجمعات السكنية أو الشرطة ترتكب الجرائم وخصوصا الأخلاقية

 

هناك دور مهم للاعلام حيث يقدم محتوي غير هادف وخاصه القنوات الفضائية الخاصه من برامج هادفة وافلام بذيئة تحض علي البلطجه والاجرام وانتشار المخدرات

 

هناك أسباب كثيرة ساعدت في هدم قيم المجتمع بل وصل الحال بافرادة إلي عدم الثقة فيما بينهم كما أن عدم المحاسبة يؤدي إلى انتشار الجريمة بشكل مروع

 

إن القيم والأخلاق والمبادئ لايمكن التخلي عنها بل هم متلاصقون مع بعضهم البعض إذا انفصلت إحداهما عن الأخري ضاع المجتمع

 

حيث أن إنهيار الأمم وفسادها يكون في البداية إنهيار أخلاقي فالاخلاق هي التي تقوي المجتمع وتجعله مزدهرا

 

حيث مما لاشك فيه أن المجتمع المستقر هو مطلب الجميع فالإنسان منا منذ الولادة تكون فطرته سويه لايعلم شيئا عن الإنحراف والجريمة ولكن البيئة المحيطة به والظروف التي يعيش فيها هي التي تغير تلك الفطرة إلي الأسوأ

 

هناك دور مهم لكل منا ولكن الدور الاعظم يكون للدولة ممثلة في فرض سلطانها علي الجميع واحترام القانون وبسط رقابتها علي المجتمع وعدم السماح بنشر الرذيلة والعقاب السريع لكل نفس خبيثة تدعم الفساد بشكل عام في أي موقع من المواقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى