مقال

الدكروري يكتب عن الحرب علي الإسلام ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الحرب علي الإسلام ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ومما يعين المسلم على النجاة من فتنة شاشات الإنترنت أن ينظر في العواقب، وأن يجاهد نفسه ويلجمها بلجام التقوى، وأن يعلم أن جلوسه أمام تلك الشاشات يعرضه للفساد المادي والمعنوي، ولو نظر إلى غيره ممن تأثر بتلك الشاشات لعلم علم اليقين مدى أثرها على حياتهم المادية والنفسية، وكم من طالب فشل، وكم من موظف طرد من عمله، وكم من زوج طلق زوجته، وكم من فتاة وقعت في الفتنة، وكم من بيت خرب، وكم من صالح ضل، وكم من شاب تأثر بالفكر الضال، وهكذا دواليك مما يجعل المسلم حريصا على نفسه من الوقوع فيما وقع فيه غيره، ومما يكون عونا للمسلم على الاستفادة من الإنترنت دون التأثر بما فيه تخصيص وقت معين للجلوس أمامه مع تحديد الهدف من ذلك، أما إذا استرسل مع صفحات تلك الشاشات وانتقل من موقع إلى آخر دون هدف أو غاية ضاع وقته وقلت إفادته.

 

ومن ذلك أيضا تجنب المؤثرات فالنفس مائلة لكل جديد، وحريصة على كل مخالفة للشرع، فيبتعد عن كل موقع تعرض فيه مخالفات شرعية، وعن كل منتدى يثار فيه الكلام الفاحش البذيء، وينأى بنفسه عن الصور الفاضحة، واللقطات المثيرة، فإذا نأى بنفسه عن ذلك حفظ إيمانه ونفسه من كل شر، ومن ذلك أيضا هو غض البصر، فكل صورة تعرض على الإنسان ولو بدون قصد يتأثر بها، وتكون موجودة في مخيلته، وخاصة تلك الصور الفاضحة لنساء كاسيات عاريات، وتلك الأفلام الهابطة التي تعرض الجنس بكل صوره، فإذا تذكر المسلم قول الله عز وجل فى سورة النور” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أذكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن” وطبق ذلك أرضى ربه وارتاحت نفسه، وشعر بنور الإيمان يشع من قلبه.

 

ومن ذلك أيضا هو التثبت مما يعرض عليه، فغالب ما يوقع الشباب والفتيات في الشر والباطل والوقوع في براثن الفكر المنحرف هو عدم التثبت ممن يتعامل معهم أو مما يُعرض عليه من تلك المواقع والمنتديات فيكون فريسة سهلة لهم، ومن ذلك أيضا هو أن يكون التعامل مع الإنترنت في مكان عام، بحيث يكون هناك وقاية للشباب والفتيات من استماع أو رؤية ما لا يحل، فالغالب على الشباب والفتيات حب الاستطلاع، ورؤية مالا ينبغي، فإذا حرص ولي الأمر على وضع هذا الجهاز في مكان عام يراه الداخل والخارج ساعد ذلك في عدم الوقوع، فيما لا يرضي الله تعالى، وإن في هذا العصر الذي تكالبت فيه قوى الظلم والبغي والعدوان للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنجد الدعوات الصارخة من الحاقدين الحاسدين على الإسلام، والجاهلين بأخلاقياته وآدابه، لمساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات دون تفضيل.

 

بل وتمييز المرأة أحيانا بأمور كثيرة عن الرجل، وذلك بدعوى أنهم في القرن الحادي والعشرين، يريدون أن يتقدموا بمثل هذه الأساليب البعيدة عن الإسلام وقيمه ومبادئه وتعاليمه، وكذبوا ظنا منهم بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، فالحضارة الآن في نظرهم هي التقدم والرقي ومحاكاة الغرب في جميع أفعالهم وأحوالهم، يريدون بالمرأة أن تخرج من خدرها، كي تلتهمها الذئاب البشرية، وهم أول من يريدون التهامها، والهتك بعرضها، ولكن هيهات هيهات، وأين الثرى من الثريا، فقد جاء الإسلام الحنيف محافظا على المرأة، آمرا إياها أن تلتزم بيتها، وإن خرجت تخرج في إطار ما سمح لها به الشرع، وكما جاء الإسلام كذلك ناصرا للمرأة في كل أحوالها وأعمارها، فقد كرمها الإسلام والدة، وكرمها زوجه، وكرمها طفلة، غير أن الذي يلفت النظر بصورة أكبر في رحمة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالنساء.

 

هو جانب التطبيق العملي في حياته صلى الله عليه وسلم، فلم تكن هذه الكلمات الرائعة مجرد تسكين لعاطفة النساء، أو تجمل لا حقيقة له، بل كانت هذه الكلمات تمارس كل يوم وكل لحظة في بيته صلى الله عليه وسلم، وفي بيوت أصحابه رضوان الله عليهم، ولقد شاء الله سبحانه وتعالى ولا راد لحكمه ومشيئته، أن تكون المرأة فتنة للرجل بحكم خلقتها وتكوينها وطبيعتها وما خصها الله تعالى به من خصائص، كالإغراء والأنوثة والجمال، وما بثه في قلوب الرجال من الميل الفطري إليها والرغبة فيها، وجعلها سكنا ورحمة له، وموطن قضاء شهوته وإرواء غريزته الفطرية، وإثبات رجولته وبقاء نسله، مما تنجبه له من ذرية صالحة إن أحسن اختيارها، فهي أي المرأة قد تكون سلاحا للهدم ونشر الإباحية والفجور، كما أنها قد تكون سلاحا للبناء والسمو بالأخلاق والفضائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى