مقال

الدكروري يكتب عن الصحابة في السوق الإسلامية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصحابة في السوق الإسلامية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد اجتهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في البحث عن مكان مناسب للسوق، وذهبوا هنا وهناك وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه إلى أكثر من موضع، ولم يعجبه في البداية المواضع المختارة إلى أن رأى موضعا يصلح من حيث المساحة والموقع، فقال صلى الله عليه وسلم “هذا سوقكم، فلا ينتقصن ” أى لا ينتقصن من قيمة هذا السوق، ولا من أرض هذا السوق، ولا يضربن عليه خراج” أي لا يصح للحاكم أن يضع قيودا أو ضرائب على من يريد أن يتاجر في هذا السوق وذلك ليشجع رسول الله صلى الله عليه وسلم التجارة الإسلامية، وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر في اعتباره من أول يوم أنشأ فيه السوق الإسلامي، وبدأ المسلمون يهجرون سوق اليهود وهو سوق بني قينقاع، ويتعاملون مع السوق الإسلامي، فكانت مقاطعة محمودة، وهذه المقاطعة لم تكن سلبية، بل كانت إيجابية بإنشاء السوق البديل.

 

وإيجابية لإيجاد البضائع الموازية لبضائع اليهود وغيرهم، ولا شك أن السوق الإسلامية في أولها كانت ضعيفة عن السوق اليهودية، لكن بمرور الوقت قويت شوكة الاقتصاد الإسلامي وأصبح الاقتصاد الإسلامي معتمدا على نفسه، وكان هذا الاهتمام من الرسول صلى الله عليه وسلم من أول الدعوة ولم يكن أمرا لحظيا في حياته صلى الله عليه وسلم، بل ظل طيلة عمره صلى الله عليه وسلم يحفز الناس على إقامة اقتصاد إسلامي، وحفز النبى صلى الله عليه وسلم على التجارة وعلى الزراعة وعلى الصناعة، وعلى أي عمل مهما كان بسيطا، وربط صلى الله عليه وسلم كل ذلك بالأجر والثواب عند الله تعالى، كما ربطه أيضا بعزة المسلم والأمة في الدنيا، وأتبع كل ذلك بفيض هائل من التشريعات والقوانين التي تكفل دقة وسهولة التعامل الاقتصادي، وتحفظ للجميع حقوقهم وتعرّفهم بما لهم وبما عليهم، وقد حفز النبى صلى الله عليه وسلم على التجارة.

 

وعلى الزراعة وعلى الصناعة، وعلى أي عمل مهما كان بسيطا، وربط صلى الله عليه وسلم كل ذلك بالأجر والثواب عند الله تعالى، كما ربطه أيضا بعزة المسلم والأمة في الدنيا، وأتبع كل ذلك بفيض هائل من التشريعات والقوانين التي تكفل دقة وسهولة التعامل الاقتصادي، وتحفظ للجميع حقوقهم وتعرّفهم بما لهم وبما عليهم، ليس هذا فحسب، بل علم صلى الله عليه وسلم الشعب أن الفساد بكل صوره حرام، وحرم الرشوة والسرقة والاختلاس والإسراف والتهرب من الزكاة، وبهذا حفظ للدولة مالها وحقوقها وللشعب ماله وحقّه، وظهرت البركة في المال القليل، ومع أن المسلمين كانوا في البداية فقراء لكن زاد المال وتحسن الاقتصاد، وخرج المسلمون من أزمتهم بنجاح بفضل الله عز وجل، وبفضل التشريع الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فيقول تعالى فى سورة الأعراف.

 

“ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض” وهذه البركات رأيناها فعلا في المدينة المنورة، فهذه النظرة الاقتصادية الثاقبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد فوتت على قريش فرصة محاربة المسلمين اقتصاديا، وفوتت عليهم أيضا التحالفات التي كان يعقدونها مع اليهود وغيرهم، وخرج المسلمون فعلا من عنق الزجاجة، وباتوا يعتمدون على أنفسهم في حياتهم، ومن لا يملك قوته لا يملك رأيه، ومع كل هذه المحاولات من قبل قريش والتي تبوء بالفشل لاستئصال شأفة المسلمين، لم تكتفى قريش بذلك، بل استمرت في المحاولة والكيد والتدبير، ولكن الله تعالى يقول “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” ويتبين من هذا أن سوق المدينة وهو سوق المناخة، قد أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمت المحافظة على المكان فترات طويلة، وهو أحد الأماكن ذات العبق التاريخي المرتبطة بالعهد النبوي، ويقع غربي المسجد النبوي ويبدأ شمال مسجد الغمامة المصلى، ويمتد إلى القرب من ثنيات الوداع، شمال المدينة المنورة قديما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى