مقال

الدكروري يكتب عن العلماء ورثة الأنبياء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن العلماء ورثة الأنبياء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن العلماء هم سادة الناس وقادتهم الأجلاء، وهم منارات الأرض، وورثة الأنبياء، وهم خيار الناس، المراد بهم الخير، المستغفر لهم وللعلماء فضل عظيم إذ الناس محتاجون إليهم في كل حين، وهم غير محتاجين إلى الناس، ولا شك أن بيان فضل العلماء يستلزم بيان فضل العلم لأن العلم أجل الفضائل، وأشرف المزايا، وأعز ما يتحلى به الإنسان، فهو أساس الحضارة، ومصدر أمجاد الأمم، وعنوان سموها وتفوقها في الحياة، ورائدها إلى السعادة الأبدية، وشرف الدارين، والعلماء هم حملته وخزنته، ومن أجل هذا جاءت الآيات والأخبار لتكريم العلم والعلماء، والإشادة بمقامهما الرفيع، وتوقيرهم في طليعة حقوقهم المشروعة لتحليهم بالعلم والفضل، وجهادهم في صيانة الشريعة الإسلامية وتعزيزها، ودأبهم على إصلاح المجتمع الإسلامي وإرشاده، وإن الجد والاجتهاد هم أساس تحقيق النجاح وقد دعانا الله سبحانه وتعالي إلي إتقان العمل والإجتهاد فيه.

 

فهو الطريق لتقدم المجتمعات ونهضتها فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه علي عكس مجتمعات الدول المتخلفة التي لا تهتم بالعمل ولا تبذل أي جهد في إتقانه، فالعمل والجد والاجتهاد هم أساس ارتقاء الفرد وتحقيق نجاحه سواء في الدراسة أو العمل فالنجاح لا يأتي بالتوكل على الله سبحانه وتعالى أو الدعاء ولكن يتحقق ببذل المجهود والسعي لتحقيق الهدف، والجد والاجتهاد هم مفتاح نجاح أى إنسان ومن المستحيل أن نجد إنسان ناجح لا يجتهد في عمله ويبذل كل طاقته في سبيل نجاح ذلك العمل، ولأهمية الاجتهاد قد أمرنا الدين الإسلامي بالحرص عليه والابتعاد عن الكسل والتواكل، وقد أوصانا الله سبحانه وتعالى بالجد والاجتهاد في العمل وذلك في الكثير من آياته، ولكي نستطيع تحقيق النجاح علينا أن نعي جيدا قيمة الوقت ونقوم بتخطيطه وتنظيمه حتى لا يمر دون أن نقوم بأي شئ، فإن للجد والاجتهاد فوائد كثيرة للطالب.

 

حيث أنهم يساهمان في تحقيق مستقبل مشرق له وحصوله بإستمرار علي أعلي المراتب إلي جانب ذلك فإنهما يساعدان أيضا في زيادة ثقافة الطالب وتوسيع مداركه وشعوره بالثقة في نفسه وتخفيف شعوره بالتوتر والقلق والضغط النفسي وتشجيعه على بذل المزيد للوصول إلى مراتب أعلى، وعندما تقام الحجة على أناس ممن أخطؤوا في تصوراتهم، وتقام الحجة على أهل الشبهات، كانوا يرجعون، وكانوا يفيؤون، حتى أهل البدع منهم، من أراد الله به خيرا كان يتأثر من كلام الصحابة، ورجوع ثمانية آلاف من الخوارج لما بيّن لهم ابن عباس رضى الله عنهما الحجة دليل على هذا، وروى مسلم رحمه الله عن يزيد الفقير قال “كنت قد شغفني رأى من رأى الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد، نريد أن نحج ثم نخرج على الناس، هذا هو منطوق الخوارج، ومفهوم الخوارج، نريد أن نحج، فنأتي بالعبادة، ثم نخرج على الناس بالسيف.

 

ونقتل المؤمن والصالح والمسلم، وهذا المنطق الأعوج، فقال فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله رضى الله عنهما يحدث القوم جالس على سارية، فقال فإذا هو قد ذكر الجهنميين، قال فقلت له يا صاحب رسول الله، ما هذا الذي تحدثون؟ والله تعالى يقول فى سورة آل عمران ” إنك من تدخل النار فقد أخزيته” وقال تعالى فى سورة السجدة ” وكلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ” لأن الجهنميين قوم يخرجون من النار بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما هذا الذي تقولون؟ قال أتقرأ القرآن؟ قلت نعم، قال فهل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم الذي يبعثه الله فيه، المقام المحمود؟ قلت نعم، قال فإنه مقام محمد المحمود، الذي يخرج الله به من يخرج، يعني من النار، قال ثم نعت وضع الصراط، ومر الناس عليه، إلى أن قال فرجعنا فقلنا ويحكم، أترون الشيخ يكذب على رسول الله، فرجعنا عن رأينا الفاسد، ورجعنا عن تلك المصيبة العظيمة.

 

التي وقعنا فيها، فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد” فإذن كان هؤلاء إذا أقيمت عليهم الحجة وأزيلت الشبهة، ومن أراد الله به الخير منهم كانوا يرجعون، وكثير منهم رجعوا، فالأكثرية رجعوا، ولكن هل اليوم هؤلاء من ينتسبون إلى الإسلام من أصحاب الشبهات لو أقيمت عليهم الحجة هل يرجعون؟ فإن الأكثرية رجعوا في عهد الصحابة، أما اليوم ماذا سيحدث؟ وعندما كانت المرأة تجهل شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تعرف تلك الشخصية، وقد أخطأت في حقها، كانت تتأثر تأثرا عظيما، فقد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة تبكي على صبي لها، فقال لها” اتق الله، واصبرى” فقالت وما تبالي بمصيبتي، فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كانت تعلم أنه رسول الله، فألقت كلمة، وما تبالي بمصيبتي، فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله، فأخذها مثل الموت، كيف تكون علامات الميت، من الاصفرار والذبول،

 

هذه العلامات أخذت المرأة، أخذها مثل الموت، لماذا أخذها مثل الموت؟ لأنها عرفت هذه الكلمة العظيمة أمام من ألقتها، استعظمت الكلمة التي ألقتها، ولكن اليوم تقول للناس شيئا فيستهزئون به وينكرونه، فإذا قلت يا جماعة إن هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يحدث لهم، هل يتأسفون، هل يأخذهم من الموت أو أدنى من ذلك؟ إذا عرفوا كلام من الذي استهزؤوا به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى