مقال

الدكروري يكتب عن السحر والفساد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن السحر والفساد

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن السحر هو إفساد في الأرض فقد سمى الله عز وجل فاعله مفسدا، وسمى الله عمل السحرة والسحر بأنه عمل المفسدين، وذلك لما يترتب عليه من فساد الأسر والتفريق بين الزوجين وخراب البيوت، وأيضا الجبروت والتكبّر على عباد الله إفساد، والإفراط في الفرح والأشر والبطر هو إفساد، وأيضا ارتكاب المنكرات وإتيان ما حرّم الله من الفواحش، هو إفساد، وكذلك إيقاد نيران الحروب بين عباد الله إفساد، واليهود هم أهل هذا التخصص، وكذلك قتل النفس إفساد، وتعظم الجريرة إذا كان المقتول مُصلحا، والتبييت قتله ليلا فهم خفافيش الظلام التي يبهرها النور فلا تستطيع أن تتحرك وتعمل إلا تحت جُنح الظلام، وقتل الأنفس البريئة إفساد، حتى وإن قصد القتل وترويع الآمنين جريمة نكراء، وكبيرة من كبائر الذنوب، فيقول صلى الله عليه وسلم”لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصِب دما حراما”

 

وفساد القتل ليس قاصرا على قتل نفس المسلم، بل أيضا يشمل ذلك المعاهد، والمستأمن، فإن الله عز وجل قد حفظ له حقه، فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليؤجد من مسيرة أربعين عاما” ومن الفساد زعزعة الأمن فالأمن في الأوطان مطلب كل يريده ويطلبه ومن يسعى لزعزعة الأمن إنما يريد الإفساد في الأرض، وأن تعم الفوضى والشر بين عباد الله، فما يحصل في بلادنا إنما هو إرادة للإفساد في الأرض، وإنما حملهم على ذلك الحسد لهذه النعمة نعمة الأمن، ونعمة الاستقرار الذي ننعم فيه في هذه البلاد، وزعزعةَ أمن الأمّة وترويع الآمنين جريمة نكراء فيها إعانة أعداء الإسلام على المسلمين، وهذا من أعظم الضلال.

 

والمصيبة أن يسعى العبد في إذلال أمته من غير أن يفكّر ويتأمل، فكل هذا ضلال وفساد، ومن سعى في إذلال الأمة وإيقاع المصائب بينها فذاك والعياذ بالله ساع في الأرض فسادا شاء أم أبى وقدوته فرعون، فليحذر المسلم أن يكون من أهل الإفساد من حيث لا يشعر، وليتدبر أمره، وليتق الله فيما يأتي ويذر، وليفكر في أى أمر يريده، وليعرض ذلك على الكتاب والسنة، ليعلم الخطأ من الصواب، فإن من كان الهوى يقوده أضله بغير هدى، كذلك من صور الإفساد في الأرض هو السعي إلى الفرقة وتحزب الناس فمن نظر إلى حال الأمة الآن يجدها فرقا وأحزابا وجماعات، وكل يدعي لنفسه أنه المصلح، ولقد نهى الله عز وجل عن الفرقة والتحزب، وأمر الله بالاجتماع، ونهى عن الاختلاف، فالله عز وجل أمر بالاجتماع ونهى عن الاختلاف.

 

فنشر الفرقة بين الناس بسبب الحسب، أو النسب، فيه فساد للمجتمع، ومن يسعى إلى نشر الفرقة بين المجتمع ويسعى إلى الإفساد فيهم يجب نصحه، وإلا حذرنا منه لأنه يسعى للإفساد في الأرض، وكذلك من صور الإفساد في الأرض هو الدعوة إلى إفساد المرأة، فهناك دعوات غربية تنادي بإفساد المرأة تحت مسمى الرقي والتحضر ومسايرة العصر والهدف منها إفساد المجتمع، فدعوة المرأة أن تعصي ربها عز وجل، وأن تفعل كما فعل نساء الكفر، فهذا أيضا من الإفساد في الأرض، وليحذر الإنسان من ذلك أشد الحذر، وليسع إلى كل أمر فيه خير وصلاح، وكذلك من صور الإفساد في الأرض هو انتشار المعاصي والفواحش فنشر الفاحشة بين الناس، وتحبيبهم لها، وتذليل الصعوبات التي تواجهها، وتعارف الناس عليها حتى أصبحت المعاصي والفواحش.

 

شيئا مألوفا هذا بلا شك فيه فساد البلاد والعباد، وقال ابن القيّم رحمه الله في قوله تعالى ” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها” قال أكثر المفسّرين” لا تفسدوا فيها بالمعاصي، والدعاء إلى غير طاعة الله، بعد إصلاح الله لها ببعث الرسل، وبيان الشريعة، والدعاء إلى طاعة الله، فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو أعظم فساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك به ومخالفة أمره، فالشرك والدعوة إلى غير الله وإقامة معبود غيره، ومطاع متبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو أعظم فساد في الأرض، ولا صلاح لها ولا لأهلها إلا بأن يكون الله وحده هو المعبود المطاع، والدعوة له لا لغيره، والطاعة والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم ليس إلا ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض سببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى