مقال

عودة الشرق بين الثقافة والحضارة الجزء الثانى

جريدة الاضواء

عودة الشرق بين الثقافة والحضارة الجزء الثانى

بقلم د/مصطفى النجار

فالثقافة خلق مستمر للذات ، نور داخلى يجعل الإنسان أكثر إنسانية ويهذب مشاعره وسلوكه ليكون أكثر رقيا ورحمة ، فهى تحديدا أثر الدين على الإنسان بما يشتمل عليه من قيم وأخلاق.

أما الحضارة فهى التغيير المستمر للعالم من خلال فن العمل والسيطرة والصناعة والتكنولوجيا ، فهى شىء خارجى ، يعنى تأثير الذكاء الإنسانى على الطبيعة ، كتحويل الحديد مع غيره من الخامات لسيارة ، فهى استخدام العلم كقوة لجعل الإنسان أكثر قدرة على تسخير الطبيعة لخدمته.

ورغم ذلك الاختلاف الهائل إلا أن العلاقة بين الثقافة والحضارة علاقة إرشاد وتوجيه وهداية ، فلابد لقوة وقدرة الحضارة من نور الثقافة والأخلاق يرشدها ويهديها ، لتكون قوة بناء وتعمير لا استعلاء وتدمير.

فإذا فشلت ثقافة قوم فى هداية حضارتهم تحولت الحضارة لقوة تدمير وهلاك واستعباد ، كما حدث من إبادة الإنسان فى هيروشيما ونجزاكى بالتكنولوجيا النووية ، تلك الفاجعة التاريخية التى كانت دليلا على فشل الثقافة الغربية فى هداية حضارة القوم للبناء والتعمير وما يعود على الإنسان بالخير.

إن مشكلة الثقافة الغربية فى إنقطاع صلتها بالسماء ، فلا ترى أن الناس سواء وإن اختلفت ألوانهم وأعراقهم ومعتقداتهم ، وترى استعلاء الأبيض على الأسود أمرا لا غضاضة فيه ، تلك الثقافة التى يحاولون جرنا لهاويتها ، وتسويقها على أنها الحضارة والرقى ، فى الوقت الذى يضنون علينا بالحضارة الحقيقية وما يتصل بها من علوم وتقنيات.

وأرى أن الخديعة مرت على بعض المساكين من شبابنا للأسف ، فاقتبسوا مسالب الثقافة الغربية يظنوها الحضارة والرقى تحت تأثير الانبهار والهزيمة النفسية.

أولم يجد بعض شبابنا ما يقتبسه من الغرب سوى الإلحاد و الإباحية و الإنحلال و أنماطا من الملبس عجبا ، يقطعونها بعد صناعتها ثم يرقعون بعض قطوعها ويتركون أخرى تظهر مفاتن الأجساد ، اقتبسها المساكين على أنها لونا من الموضة والرقى ، أوليس تقطيع الثياب إفسادا وترقيعها بعد ذلك اختلالا عقليا ، أوليس ترقيع الثياب سببا ليستحى الرشيد من ارتدائها.

أولم يجد ذكور شبابنا ما يقتبسه سوى تسريحة الشعر و إطالة بعضه وتقصير الأخر ولفه من الخلف وتضفيره ، ما هذا ، أو كتب علينا أن نضيف لتخلفنا العلمى السطحية والميوعة ، وبدل أن نقتبس مقومات الحضارة من علم وتقنية وإنتاج ، تسارعنا فى إهلاك أنفسنا بأمراض الثقافة الغربية نظنها الحل ، ولا ندرى أنها الفناء المنتظر لهويتنا وديننا ووجودنا.

لقد اقتبس اليابانيون والصينيون وغيرهم من علوم – – – – –

ونكمل إن شاء الله فى الجزء الثالث تجنبا للإطالة.
تحياتى وتقديرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى