مقال

الدكروري يكتب عن حرص الإسلام علي الحياة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حرص الإسلام علي الحياة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن الله سبحانه وتعالي تولي تنظيم ما يتعلق بحياة الناس في الأموال لأنها مبعث القلق النفسي في كل مجتمع فالتركات وزعت وأعطي كل فرد نصيبه ذكرا كان أو أنثى كما في سورة النساء، والمتوفى حدد له رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدار ما يتصرف فيه بماله وهو الثلث والثلث كثير، ومنع الإنسان أن يوصي بشئ من ماله لأحد أنبائه حتى لا يفضل إخوته واعتبره الرسول ظلما كما في قصة بشير بن سعد مع ابنه النعمان، والغنائم حددت أنصبة كل من يستحقها، وحرّم الغلول وهو الأخذ من مال الغنيمة قبل أن يقسم كما في سورة الأنفال، والمستحقون للزكاة وهم أهلها الثمانية الذين تدفع إليهم ولا يجوز دفعها إلى غيرهم حددتهم سورة التوبة، والربا ومداخله حرّم كما في سورة البقرة، والبيع والمداينة أحلت ونظمت كما في سورة البقرة، لأن فيها قوام المجتمع بالتعامل والتسهيلات.

 

والصدقة على المحتاج واليتيم والقريب والإحسان إليهم والإنفاق على الأولاد والزوجة نظمت ذلك آيات كثيرة في سور من كتاب الله الكريم، فكل هذا حرص عليه الإسلام لتسيير الحياة في المجتمع وإشعار أفراده بالراحة والاطمئنان على معاشهم، وانتظام أحوالهم، والتعاطف فيما بينهم، فالنفس لا تنتج عملا في جو مضطرب، أو إذا كانت غير مرتاحة، ولذا جاءت تعاليم الإسلام لتريح النفوس بما شرع أمامها، فيتهيأ الجول للعمل والإنتاج، وجوهر ذلك العلاقة مع الله، فيوصل ذلك العمل لرضاه وجنته في الأخرى، مع الثمرة المفيدة التي تعود على الفرد نفسه وعلى مجتمعه بالفائدة الظاهرة وفي هذا يقول النبى صلى الله عليه وسلم “رحم الله امرأً صنع صنعة فأتقنها” فمن تعاليم الإسلام التي جاءت في كتاب الله الكريم، أو في سنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.

 

وهي تخاطب أهل الإيمان، وتطمئنهم بنتيجة ما يعملون، وتريح نفوسهم بما تقوم به من عمل، يلمس المستقريء نظاما متكاملا للناحية المالية، التي هي محك الأمور، وسبب المشكلات في المجتمعات في كل عصر، وإن مبعث الأمن في المجتمع هو الاعتقاد الجازم بسلامة الأوامر والتصديق بها، وتطبيقها، وجعلها منهج حياة فيقول النبى صلى الله عليه وسلم “والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل من هو يا رسول الله؟” قال من لا يأمن جاره بوائقه” فهنا قرن الإيمان بتأمين الجار والمحافظة عليه وهذا هو أدب من آداب الإسلام العالية، وكل آدابه عالية، لأنها مبعث للأمن، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”

 

وقوله النبى صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” والإيمان يهذب الطباع، ويزكي النفوس، ويعطيها نظاما يؤلف بين القلوب فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله في حديث رواه أبو هريرة “لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا بيع بعضكم على يبع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات وبحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” متفق عليه، وكذلك الرضا والقناعة بما قسم الله، حتى لا تتطلع النفس إلى ما في أيدي الناس فيكون ذلك من دواعي كفر النعم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا رأى أحدكم من فضل عليه بمال أو سلطان، فلينظر إلى من هو أسفل منه، ولا ينظر إلى من هو فوقه فإن ذلك أجدر بشكر نعمة الله عليه”

 

وكذلك راحة النفس بالعبادة وفي مقدمتها الصلاة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر أو أهمه قال “يا بلال أرحنا بالصلاة” كما كان من قوله عليه الصلاة والسلام “وجعلت قرة عيني في الصلاة” والأمن بالمشورة في كل أمر حتى يخف ما على كاهل الإنسان بإعطائه للآخرين فيشاركون في الرأي كما في قوله تعالى “وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين” وغير هذا من الأمور التي جعلت الشريعة الإسلامية فيها حلولا لكل ما يعترض الإنسان في هذه الحياة، حيث يجد المرء في المخارج ما يريح نفسه، ويعينه على التغلب على المشكلة التي اعترضته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى