مقال

الدكروري يكتب عن الصراع بين الحق والباطل 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصراع بين الحق والباطل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الصراع بين الحق والباطل لا يتوقف ولن يتوقف، وإن المتتبع لآيات القرآن الكريم, والمدقق في إرساله لأنبيائه ورسله, وما لاقوه من تعنت وتكذيب وتعذيب من قبل أقوامهم, سيلاحظ دون عناء حتمية تلك السنة الإلهية ولزومها، وإن المدقق في الآيات القرآنية الكريمة لا يعجزه أن يقف على حقيقة مفادها أن الصراع بين الحق والباطل، هو سنة أقام الله تعالى عليها هذه الحياة، وأن الحياة لا يمكن أن يسودها الخير المطلق، بحيث تخلو من الشر، كما أنها لا يمكن أن تعاني من الشر المطلق بحيث لا يكون فيها قائم بالحق, فمزيج الحق والباطل هو قضاء الله تعالى وقدره في هذه الدنيا، ولن تجد لسنة الله تبديلا, ولن تجد لسنة الله تحويلا.

 

وإن ميدان الصراع بين الحق والباطل له ميدانان وهو ميدان النفس البشرية, فالإنسان قابل للهدى والضلال، وأيضا الإنسان حين يكون خيّرا لا يعنى أن عناصر الشر زالت منه بالكلية بل النفس الآمرة بالسوء موجودة, وكيد الشيطان موجود ولذلك قد يخطئ المستقيم, أو يضل, أو ينحرف عن هذا الطريق أو يتركه حينا, ثم يعود إليه، وأما الميدان الثانى، فهو الصراع عبر المجتمع، فالجهاد في ميدان النفس لا ينتهي, لكن الذين يجاهدون أنفسهم منهم من ينجح في هذا الجهاد فيكون من أهل الخير, ودعاة الإسلام, ومنهم من يفشل في هذا الجهاد, أو لا يجاهد أصلا، فيكون من أهل الشر الذين عرفوا الحق ورفضوه, أو لم يعرفوه أصلا.

 

وهنا يوجد الصراع بين هؤلاء وهؤلاء في الميدان الكبير, ميدان المجتمع وهذا هو الميدان الأخير للمعركة بين الحق والباطل, وبين الشيطان وأتباعه وبين الرسل وأتباعهم، فلا يكاد يخلو عصر من العصور من ذلك الصراع, كما لا يمكن أن يستثنى زمان منه ومن آثاره، فقد بدأ الصراع بين الحق والباطل بقتل قابيل لأخيه هابيل، وقد مثل أحدهما الحق وهو هابيل، والآخر الباطل، ثم توالت معارك الحق والباطل عبر التاريخ, فكان صراع الخليل إبراهيم عليه السلام مع النمرود، وصراع نبى الله موسى عليه السلام مع فرعون، وصراع نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه من قريش، فكان العداء للإسلام بدأ من أول لحظة.

 

فالعداء للإسلام بدأ قبل أن ينتشر، وسيستمر الصراع ، وفى أيامنا هذه وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها جليا واضحا، لا يخفى على ذي لبّ، وذلك لأمر هام وحقيقة قد يغفل عنها بعض الناس ألا وهي الحقد على الحق وأهله فهذه الصفة الملازمة لأهل الباطل لذلك فإنهم لن يتركوا عداوتهم أبدا، وقد ورد عن الإمام الشافعي قوله والله الذى لا إله إلا هو، لو أن الحق ترك الباطل ما ترك الباطل الحق أبدا, ويؤكده قول الله تعالى في قصة قوم لوط عليه السلام, الذي لم يتجاوز النصح والإرشاد لقومه, فما كان جوابهم إلا أن قالوا كما جاء فى سورة النمل” فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون”

 

ويقول صلى الله عليه وسلم” والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون” رواه البخارى، وتقرر الآيات أن النصر حليف المؤمنين الصادقين, وذلك مهما حقق الباطل في البداية من انتصارات آنية, أو كسب معارك جانبية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى