مقال

السنة النبوية الشريفة ” جزء 6″

السنة النبوية الشريفة ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السادس مع السنة النبوية الشريفة، وقيل كان يخطب رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة, فيأتي الحسن وعمره أربع سنوات، فيتخطى في ثوبه، ويقع مرة ويقوم مرة, فينزل صلي الله عليه وسلم ويترك الخطبة، ويحمل الحسن ويجلسه معه على المنبر، ويضع يده الشريفة على رأس الحسن ابن بنته فاطمة, ويقول “إن ابني هذا سيد, وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين” وبالفعل يصبح الحسن سيدا ويصلح الله به بعد أربعين سنة أو خمسين بين أهل الشام وأهل العراق في الواقعة المشهورة, فيحقن الدماء ويضع الحرب والحمد لله” ويأتي صلي الله عليه وسلم مكرما للضيوف يتحفهم ويسامرهم, ويقطع لهم اللحم, ويبش في وجوههم ويعانقهم، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم عالم من المعجزات, فمنها الجذع، والاستسقاء.

 

والقمر، والطعام، وهو بكاء الجذع حنينا للرسول صلى الله عليه وسلم، وإنه الجذع الذي خطب عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان جذع نخلة, يخطب عليها, فصنعوا له منبرا وترك ذاك الجذع في طرف المسجد, فحنّ الجذع له صلي الله عليه وسلم وبكى الجذع وهو من خشب, وسمع الناس بكاء الجذع, كأنه العشار أو صوت الأطفال, ونزل رسول الله صلي الله عليه وسلم ووضع يده على الجذع يسمي ويبرك ويدعو حتى سكت الجذع, وهناك أيضا معجزة الاستسقاء، فيقف الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة، والسماء صافية لا غمام ولا سحاب ولا مطر, فيدخل أعرابي فيقول يا رسول الله، جاع العيال وضاع المال فادع الله أن يغيثنا، فيتبسم رسول الله صلي الله عليه وسلم، من معجزة سوف تأتي ما مثلها معجزة أبدا.

 

فيرفع يديه ويقول “اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا، قال أنس بن مالك رضى الله عنه والله ما في السماء من سحاب ولا قزعة أبدا سماء صافية, وكان حر المدينة يسقط الشعر من على الرءوس، قال فثارت سحابة كالترس من وراء جبل سلع ثم توسطت سماء المدينة ثم ثارت كالجبال, ثم غطت سماء المدينة , ثم أبرقت وأرعدت وأزبدت ثم أمطرت، فنزل الغيث وهو على المنبر ما زال يتحدث للبشرية, فنزل الماء من على سقف المسجد يتهلل ويتحدر على جبهته الشريفة ولحيته، وهو يتبسم في الخطبة من هذا, يتبسم من العجب, وهو صلي الله عليه وسلم يقول “أشهد أني رسول الله” ونقول نشهد أنك رسول الله, ونشهد أنك صادق، ونشهد أنك أمين، ونشهد أنك ناصح، ونشهد أن مبادئك حقة سوف تبقى ما بقي في الأرض مسلمون.

 

وبعد أسبوع يستمر المطر أسبوعا وتسيل أودية المدينة, ويدخل الأعرابي من الباب أو غيره فيقول جاع العيال من كثرة الأمطار, وضاع المال, وتقطعت السبل, فاسأل الله أن يرفع عنا الغيث, فيتبسم صلي الله عليه وسلم ويقول بيده الشريفة “اللهم حوالينا ولا علينا, اللهم على الضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر” فلا يشير إلى جهة إلا وينزل الغيث في تلك الجهة, يشير شرق المدينة فيتحول المطر شرق المدينة , ويشير شمالها فيتحول شمالها، ويخرج الناس من المسجد والمدينة شمس فقط ليس فيها مطر، بدعائه صلي الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يجلس على الأرض، وعلى الحصير، والبساط، فعن أنس رضي الله عنه قال “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده.

 

ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له” رواه أبو داود والترمذي بلفظه، فعن أبي أمامة الباهلي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا” رواه أبو داود أبن ماجة، وكان صلي الله عليه وسلم أعبد الناس و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبدا لله شكورا، فإن من تمام كريم الأخلاق هو التأدب مع الله رب العالمين وذلك بأن يعرف العبد حق ربه سبحانه وتعالى عليه فيسعى لتأدية ما أوجب الله عز وجل عليه من الفرائض ثم يتمم ذلك بما يسّر الله تعالى له من النوافل، وكلما بلغ العبد درجة مرتفعة عالية في العلم والفضل والتقى كلما عرف حق الله تعالى عليه فسارع إلى تأديته والتقرب إليه عز وجل بالنوافل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى