مقال

الدكروري يكتب عن الملاذ من النساء والبنين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الملاذ من النساء والبنين

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن المؤمن مطالب بعدم تقديم رأيه على أوامر الله ورسوله في الكتاب والسنة، فلا يقول ولا يقضي في الدين بخلاف ما تنص عليه الشريعة، و يكون رأيه تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وتكون محبته وولاؤه لله ورسوله أقوى وأشد من محبته وولائه لنفسه وأهوائه ومصالحه، فعلى الإنسان إذا لم يصبر في هذه الأزمان أن يبحث عن ذات الدين ليسلم له الدين فقال صلى الله عليه وسلم “عليك بذات الدين تربت يداك” رواه مسلم عن أبي هريرة، وفي سنن ابن ماجة عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين،

 

ولأمة سوداء خرماء ذات دين أفضل” وقال مالك فيما نقله النووى عنه قال، والمرأة فتنة إلا فيما جبل الله تعالى النفوس عليه من النفرة عن محارم النسب، وقال ابن كثير فى الأية أنه يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثر الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وأن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى الله عليه وسلم.

 

“الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله” رواه النسائي وروى بعضه مسلم في صحيحه، وقوله في الحديث الآخر “حبّب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة” وإن حُسن الهيئة والزيّ الحسن من شمائل الأنبياء وخصالهم النبيلة، وكان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أحسن الناس منظرا وأحلاهم ثوبا، فقد كان لباسه لباس التواضع مع الهيئة الجميلة والنظافة، وشأن لباس النبى صلى الله عليه وسلم وثيابه شأن غيره من السنن التي ينبغي على المسلم أن يقتدي فيها هدي النبي صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته، فإن خير الهدى هديه وأحسن الخصال خصاله صلوات الله وسلامه عليه.

 

وإن الفتن متنوعة متعددة حتى ربما لا يخلو الإنسان في لحظة من حياته من فتنة ولكنها تتفاوت كبرا وصغرا وخطورة وأثرا، فمن الفتن فتنة المال والولد كما قال تعالى ” إنما أموالكم وأولادكم فتنة” أي أن حب المال قد يوقع العبد في معصية الله وغضبه وذلك حين يكتسبه من وجه حرام كأكل مال اليتيم والسرقة والنهب والاختلاس والرشوة والمتاجرة بالخمور والمخدرات ونحو ذلك، أو يبخل به فيمسكه عن إنفاق ما أوجب الله عليه كمن يبخل بالزكاة والنفقات الواجبة، وحب الولد والزوجة قد يغلب على الإنسان حتى يترك ما أوجب الله عليه من الصلاة المفروضة أو صلاة الجماعة أو طلب العلم الواجب عليه.

 

ولقد ابتلى كثير من الناس فظنوا بالآخرين سوءا فوقعوا بالآثام ولو أنهم اهتدوا بهدي الله عز وجل لما ظنوا سوءا ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا اغتابوا، إذ للمؤمن عند الله حرمة، وأي حرمة، فاسمعوا ما ورد في حرمة المسلم على لسان النبي الأمين صلوات الله وسلامه عليه فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول ” ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله تعالى حرمة منك ماله ودمه وأن يظن به إلا خيرا” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى