مقال

الدكروري يكتب عن بواعث الفتنة وأسبابها

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن بواعث الفتنة وأسبابها

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن نظافة القلب هو الطريق إلى الجنة، والنجاة من النار، حيث قال ربنا سبحانه وتعالي على لسان نبيه الخليل إبراهيم عليه السلام، كما جاء في سورة الشعراء “ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتي الله بقلب سليم” وقد أخبر النبي الكريم صلي الله عليه وسلم أصحابه ذات مرة عن نتائج سلامة القلب والصدر، وأن هذا النقاء هو أحد الأسباب الموجبة لدخول الجنة إن شاء الله تعالى، فإذا ذهب الحياء حل البلاء، هذا هو ما نراه اليوم فى الشوارع والطرقات والميادين من حولنا، ولقد حرص الإسلام من خلال تعاليمه ومبادئه أن يحمي أفراده من بواعث الفتنة وأسبابها، فنهى النساء عن مظاهر التبرّج والزينة.

 

ومنع من الاختلاط والخلوة المحرّمة، ورتب الوعيد الشديد على من خرجت من بيتها متعطرة حتى ولو كانت ذاهبة إلى المسجد، وبهذا الموقف الحازم والصارم، يمكن للمجتمع المسلم أن يعيش في ظل من العلاقات الطاهرة ، والقائمة على أساس من التقوى والصلاح ، والمراقبة الذاتية لله عز وجل، وعن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبدالرحمن أنها سمعت السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول” لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد، كما منعت نساء بني إسرائيل، قال، فقلت لعمرة أنساء بني إسرائيل منعن المسجد؟ قالت نعم، وهذا يدل على خُلو القلب من الخوف من الله عز وجل.

 

بحيث تبارز الله بمعصيته في بيت من بيوته، فتخرج للمسجد متطيبة متزينة بأجمل الملابس، فيعم البلاء بهن الصالح والفاجر، فإذا كانت تخرج للعبادة هكذا، فكيف بخروجها لغيره، أوليس قد انتشرت هذه الفتن بين نساء المسلمين؟ فكيف العمل؟ ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “واتقوا النساء” هل كان يعني الابتعاد عنهن والهرب منهن؟ ولكن التقوى هو أن تجعل بينك وبين الفتنة بهن وقاية، ومن أفضل الوقاية العناية بهن وتعليمهن، والنصح لهن، كي لا تسرع الفتنة إليهن، فتهلك الرجل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم” ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء”

 

فما الذي حمل نساء بني إسرائيل على هذا الزيغ؟ أليس نقص العلم والدين؟ فإن هذه أفعال الجاهلين، فكانت بداية هلاكهم من تقصيرهم في إصلاح نسائهم، حتى كانت تمنع من قراءة الكتب المقدسة، وكانت ممنوعة من تعلم الشريعة، وكان يعد تعليم المرأة الشريعة كإلقاء اللؤلؤ إلى الخنزير، وكان ينظر إليها كشيء محتقر لا يستحق عناء التعليم، بل يحذر منه، فلم تحذر النساء البتة من الرجال، أو من عموم إغواءات المجتمع، ويعني أنه لم يكن لها نصيب من التعليم والنصح والعناية بتعليمها والارتقاء بها، بل تركت لنظرة المجتمع المحتقرة لها، فكانت فتنة للرجال وفسادا للدين، وهذا يدل على أهمية صلاح المرأة في حماية دين المجتمع.

 

بينما كان تعليم النساء من سنته صلى الله عليه وسلم، وقد أفرد لذلك البخاري رحمه الله تراجم في صحيحه، فإن من المطالب التي حرص عليها المحتل الأوروبي في غزوه المعاصر للعالم الإسلامي هو تغيير نمط اللباس وجعله أقرب إلى صفة التعري منه إلى صفة الستر، وفي هذا الصدد تم العمل على عولمة نمط اللباس الأوروبي المعاصر بشكل دقيق وشامل، وتم استهداف اللباس الإسلامي للمرأة بشكل غير عادى، فإن الحجاب هو من خصوصيات المرأة المسلمة، فإن للتعرى أخطار جسيمه ومشاكل كبيره، فإن فيه التشبه بالكافرات والفاجرات، ممن لا حياء عندهن ولا دين، فإن هذه الملابس الفاضحة ليست من لباس المسلمات، وإنما صممت في بيوت الأزياء الغربية بقصد الفتنة والإغراء والفساد، وقد قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “من تشبه بقوم فهو منهم” رواه أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى