مقال

لله في الآفاق آيات

جريدة الاضواء

لله في الآفاق آيات
بقلم / هاجر الرفاعي

الحمدلله وكفى وصلاة على النبي المصطفى صلاة نفوز بها على العدا، إننا يا عباد الله في هذه الدنيا تحت رحمة المولى عز وجل وكل مافيها سواء كان على سطحها او مختزن في باطنها فالله عز وجل مسخره لنا ولكن يخرج كل شيء بقدر معلوم… ونبدأ بتوفيق من الله مقالنا ومقالكم الذي هو بعنوان لله في الآفاق آيات، فإن من رحمة الله تعالى بأمة الإسلام أنه سبحانه أخبرها بما سوف تتعرض له من الفتن العظام ودلها على سبل الوقاية والحماية منها، وقد جاء ذلك في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

وإن من الفتن التي أخبر عنها ووقعت فيها هذه الأمة وغيرها من الأمم فتنةَ المال، التي تفسد أمور الدين والدنيا إذا أُخذ بغير حق، والمال أذلّ أعناق الرجال، وأنطق الرويبضة في أمر العامة، وسبب قطع الأرحام والقتل بين الإخوان، وأفسد الأخلاق، وضيع الذمم، وغيّر المبادئ، وفتح الباب للناس للتمتع بالشهوات حلالها وحرامها، يدخل صاحبه في دوامة الدنيا فلم يدر بحاله إلا وهو موسد في قبره ينتظر حسابه، وما تجد أحدا من الناس أعطاه الله مالا إلا ابتلي بالغفلة والتقصير في جنب الله إلا من رحم الله تعالى وقليل ما هم.

والله سبحانه قرر حقيقة باقية وسنة ماضية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهي كذلك ميزانُ اللهِ في الآخرة، أن المال ليس بمقياس على علو منزلة الإنسان عند الله لا في الدنيا ولا في الآخرة، وهذا من عدل الله ورحمته بالأمة بل إن الله سبحانه بيّن أن المال الذي قد يعطاه من لا خلاق لهم من الكفار لن يكون نافعا لهم ولا حائلاً عن العذاب الذي يصيبهم، وإن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتبنى العلم منهجا لمعرفة الله سبحانه وتعالى ، ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحسبنا قول ربنا جل وعلا في سورة الإسراء ” ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا”

ولقد زخر القرآن والسنة، بأنباء الكون وأسراره، وتفجرت في عصرنا علوم الإنسان، باكتشافاته المتتالية، لآفاق الأرض والسماء فحان الحين لرؤية حقائق العلم، الذي نزل به الوحي في القرآن والسنة ” جتي يتبين لهم أنه الحق” ولقد أعلنت البشرية اليوم قبولها العلم طريقاً إلى معرفة الحق، بعد أن كبلت طويلاً بأغلال التقليد الأعمى، فشيدت للعلم البناء، وفرغت لخدمته العلماء، ورصدت له الأموال، وما أن وقفت العلوم التجريبية على قدميها ، إلا وبدأت في تأدية رسالتها، التي حدد الله لها في جعلها طريقاً إلى الإيمان به، وشاهداً على صدق رسوله، فعندما دخل الإنسان في عصر الاكتشافات العلمية.

وامتلك أدق الأجهزة للبحث العلمي، وتمكن من حشد الجيوش من الباحثين، في شتى الآفاق، وجمعهم في ميادينه، على اختلاف الأجناس، يبحثون عن الأسرار المحجوبة في آفاق الأرض والسماء، وفي مجالات النفس البشرية، يجمعون المقدمات، ويرصدون النتائج، في رحلة طويلة عبر القرون، فإذا ما تكاملت الصورة، وتجلت الحقيقة، وقعت المفاجأة الكبرى، بتجلي أنوار الوحي الإلهي، الذي نزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام، بذكر تلك الحقيقة في آية من القرآن أو بعض آية، أو في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو بعض حديث، بدقة علمية معجزة، وعبارات مشرقة.

لله في الافاق ايات … لله في الافاق آيات لعل اقلها هو ما اليه هداكا.
ولعل مافي النفس من آياته عجب عجاب لوترى عيناگ.
والكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيرا لها اعياكا.
قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه ارداكا.
وسئل المريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاكا.
وسئل الصحيح يموت لا من علة من بالمنايا يا صحيح دهاكا.
وسل البصير وكان يحذر حفرة فهوى بها فسأله ما الذي اهواكا.
بل سائل الاعمى خطا بين الزحام بلا اصطدام فسئله من يا أعمى يقود خطاكا.
وسل الجنين يعيش معزولا بلا راع ولا مرعى فسأله من ذا الذي يرعاكا.
وسل الوليد بكى وأجهش بالبكاء ما الذي ابكاكا.
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهدا وقل للشهد من حلاكا.
وإذا رأيت الثعبان ينفث سمه فسأله من ذا بالسموم حشاكا.
وسأله كيف تعيش يا ثعبان او تحيا وهذا السم يملأ فاكا.
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا ميت فسئله من ذا الذي احياكا.
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو وحده فسئله من ذا الذي يرعاكا.
لله في الافاق ايات لله في الافاق ايات لعل اقلها هو ما اليه هداكا..

نسأل الله عزوجل نحن واياكم أن يمن علينا دائماً بواسع فضله وجوده وكرمه وان نكون من الحامدين لجلال وجهه دائما ياارب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى