مقال

حديث الصباح

جريدة الاضواء

حديث الصباح

أشرف عمر

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ :

 

*{ لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ : عَن عُمُرِه فيما أفناهُ ؟ ، وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ ؟ ، وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ ؟ ، وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ }.*

 

حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ الترمذي.

 

*شرح الحديث:*

بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ لِكُلِّ عَبدٍ وَقفةً بَينَ يَدَيِ اللهِ تَعالى يَومَ القيامةِ، يَسألُه اللهُ عَزَّ وجَلَّ عن كُلِّ شَيءٍ؛ وذلك حَثًّا منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الاستِعدادِ لِهذا المَوقِفِ، وإعدادِ الجَوابِ له.

 

وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “لا تَزولُ قَدَما عَبدٍ يَومَ القيامةِ” والمَعنى: لا تَتحَرَّكُ وتَنصَرِفُ قَدَمُ كُلِّ إنسانٍ مِن مَوضِعِ الحِسابِ يَومَ القيامةِ حتى يَسألَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ عن عِدَّةِ أشياءَ: “حتى يُسألَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟” عن حَياتِه وزَمانِه الذي عاشَه، ماذا عَمِلَ فيه؟ وكيف استَغَلَّ أوقاتَه؟ “وعن عِلْمِه؛ فيمَ فَعَلَ فيه؟” ويَسألُه رَبُّه عَزَّ وجَلَّ عن عِلْمِه الذي تَعَلَّمَه، ماذا فَعَلَ بهذا العِلْمِ؟ هل تَعَلَّمَه لِوَجهِ اللهِ خالِصًا أم رِياءً وسُمعةً؟ وهل عَمِلَ فيما عَلِمَ أم لم يَنفَعْه عِلْمُه؟ “وعن مالِه؛ مِن أينَ اكتَسَبَه؟ وفيمَ أنفَقَه؟” ويَسألُه رَبُّه عَزَّ وجَلَّ عن أموالِه التي جَمَعَها، أمِن حَلالٍ أم مِن حَرامٍ؟ وفيمَ أنفَقَها؟ أفي طاعةٍ أم في مَعصيةٍ؟ “وعن جِسمِه” والمُرادُ به الصِّحَّةُ؛ “فيمَ أبلاه”، وعن قُوَّتِه ماذا فَعَلَ بها؟ وفيمَ أضاعَ شَبابَه وصِحَّتَه؟وهذا إرشادٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأُمَّتِه إلى اغتِنامِ الفُرَصِ في الحياةِ؛ لِلعَمَلِ لِلآخِرةِ بِـمَلْءِ الأوقاتِ بالطَّاعاتِ؛ لِأنَّها هي عُمُرُ الإنسانِ في الدُّنيا، وذَخيرَتُه في الآخِرةِ.

 

صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى