مقال

الدكروري يكتب عن عقد الأخوة بين المؤمنين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عقد الأخوة بين المؤمنين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

كم من أناس قد فوتوا على أنفسهم فائدة أعمالهم بسوء أخلاقهم فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن فلانة تصوم نهارها وتقوم ليلها ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال صلى الله عليه وسلم ” لا خير فيها هي من أهل النار” أرأيتم كيف ذهب سوء الخلق بقيام الليل وصيام النهار؟ وكما أن الأخلاق ذات ضوابط تبنى بها الأمم نفسها في شتى المجالات من دون تواكل أو قعود، كما تحفظ مكانتها بعمل صالح من دون تهاون أو تفريط، وترجو رحمة ربها بإيمان راشد من دون يأس أو قنوط، وتنتصر في جميع أمرها بإخضاع هواها لمرضاة خالقها وجعله تبعا لما جاء به رسولها صلى الله عليه وسلم، ويقول الله عز وجل في سوة العنكبوت “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”

 

وقال الحافظ ابن كثير أي الأمم السالفة والقرون الخالية أهلكناهم بسبب كفرهم وعنادهم وجعلنا هذا الهلاك إلى مدة معلومة ووقت معين لا يزيد ولا ينقص وكذلك أنتم أيها الظالمون احذروا أن يصيبكم ما أصابهم، إذن فمن أهداف تدبر القرآن الكريم هو تتبع السنن التي وقعت على الأمم في الأزمنة الغابرة والتي حلت عليها بسبب انحرافها عن الصراط المستقيم والمنهج القويم، وتكمن الفائدة وتحصل العبرة والعظة في البحث في أسباب هذه العقوبات، والتفكر فيما ذكره الله في كتابه في أسباب دفع هذه العقوبات، حيث قال الله سبحانه وتعالي في سورة آل عمران ” قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين” وكما قال سبحانه وتعالي في سورة يونس.

 

“بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين” وإن الظلم من أكبر الكبائر، وله انعكاسات كارثية على المجتمعات التي تسمح بانتشاره، فيقول تعالي في سورة يونس “ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين” فإن الله عز وجل قد عقد عقد الأخوة بين المؤمنين، وجعلهم بنعمته إخوانا، وهذه الأخوة تقتضي الإحسان، والإحسان درجات وأنواع، ومن إحسان المسلم إلى المسلم، ومما جاءت به شريعة الإسلام هو تطييب الخواطر، وهو أكثر ما يُدخل الجنة التقوى وحسن الخلق، وتطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين.

 

وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة، فإن تطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة، وهو عبادة جليلة، وقد نص أهل المعتقد من أهل التوحيد والسنة على ذلك حتى في بعض مصنفاتهم في العقيدة، فقال الإمام إسماعيل بن محمد الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة “ومن مذهب أهل السنة التورع في المآكل والمشارب والمناكح، ثم قال ومواساة الضعفاء والشفقة على خلق الله، فأهل السنة يعرفون الحق، ويرحمون الخلق، وأئمة أهل السنة والعلم والإيمان فيهم العدل، والرحمة، والعلم، فيريدون للناس الخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى