مقال

أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش

جريدة الاضواء

أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي آل بيته الأخيار الطاهرين فسوف نتكلم عن آل بيت النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومع إحدي زوجاته الطاهرات الشريفات العفيفات : وهي أم المؤمنين السيده زينب بنت جحش بن خزيمة الأسدية، وكان اسمها برّة، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب، وكانت تكنى أم الحكم، وهي إحدى المهاجرات الأول، وهى ابنة عمته السيده أميمة بنت عبد المطلب، وهي أخت الصحابي عبد الله بن جحش رضى الله عنهم أجمعين، وقد أسلمت السيده زينب بنت جحش وهاجرت إلى المدينة المنورة.

 

وقد ولدت رضي الله عنها، في السنة الثالثة والثلاثين قبل الهجرة، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن طلقها متبناه السابق زيد بن حارثة، بعد أن أجاز الوحي زواج الناس من زوجات أدعيائهم، وهو كان زواجا مباركا وكان بوحى من الله عز وجل، وقد شاركت السيده زينب في عدد من الغزوات كالطائف وخيبر، توفيت زينب بنت جحش سنة عشرين من الهجره، وكان عمرها ثلاثه وخمسين سنة، وكانت أول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لحاقا به، وصلى عليها الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ودفنت بالبقيع.

 

وقد روى البخاري عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” اتقي الله، وأمسك عليك زوجك، قال أنس: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كاتما شيئا لكتم هذه، قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات ” وعن ثابت قال قول الحق سبحانه وتعالى من الأحزاب “وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى” وهى نزلت في شأن زينب وزيد بن حارثة، وقد روى مسلم عن أنس قال :” لما انقضت عدة زينب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة، فاذكرها عليّ .

 

قال : فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها، قال : فلما رأيتها عظمت في صدري، حتى ما أستطيع أن أنظر إليها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها، فوليتها ظهري، ونكصت، أي رجعت على عقبي، فقلت : يا زينب، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك، قالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر، أي أستخير، ربي، فقامت إلى مسجدها، أي موضع صلاتها من بيتها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليها بغير إذن ” رواه مسلم، ولقد كانت السيده زينب بنت جحش، في حادثة الإفك العظيمة موقف عظيم ونبيل، عندما خاض الكثير من الناس فيما ليس لهم به علم.

 

وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال صلى الله عليه وسلم : ” يا زينب ماذا علمت أو رأيت؟” فقالت : يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيرا، وقالت السيده عائشة رضى الله عنها وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة بنت جحش، تحارب لها، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك، وقال ابن حجر في الفتح عن قوله صلى الله عليه وسلم “يسأل زينب بنت جحش” أي أم المؤمنين ” أحمي سمعي وبصري” أي من الحماية، فلا أنسب إليهما ما لم أسمع وأبصر.

 

وقوله : ” وهي التي كانت تساميني ” أي تعاليني من السمو، وهو العلو والارتفاع، أي تطلب من العلو والرفعة والحظوة، وفي هذا الأمر تظهر بوضوح تقوى السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها، وورعها من أن تتهم ضرتها السيدة عائشة رضي الله عنها، بشيء لم تَره عيناها، ولم تسمع به أذناها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى