مقال

الدكروري يكتب عن اللقاء والمقابلة مع الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن اللقاء والمقابلة مع الله

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن الصلاة هي لقاء ومقابلة مع الله عز وجل، كما صح في الحديث أن الله عز وجل ينصب وجهه قِبل وجه المصلي، ويستمع لمناجاته يجيبه إذا سأله، فتأملوا سورة الفاتحة التي تقرؤونها في كل ركعة ماذا تشتمل عليه من الثناء على الله ودعائه، وإن أركان الصلاة هى أربعةَ عشر، فالركن الأول هو القيام في صلاة الفريضة، فلا تصح صلاة الفريضة من جالس، وهو يقدر على القيام بالإجماع، لقوله تعالى فى سورة البقرة ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين” وقال النبى صلى الله عليه وسلم “صلّ قائما، فإن لم تستطع فقاعدا” فدلت الآية والحديث على وجوب القيام في الصلاة المفروضة مع القدرة عليه.

 

وهو الانتصاب قائما، فلو خفض رأسه حتى صار كهيئة الراكع لم تصح صلاته، أما إذا خفض رأسه على هيئة الإطراق لم تبطل، لكنه لا ينبغي، وقد رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل قد طأطأ رأسه في الصلاة، فقال “يا هذا ارفع رأسك، فإن الخشوع في القلوب، وليس الخشوع في الرقاب” وإن الركن الثانى، وهى تكبيرة الإحرام، بأن يقول وهو قائم منتصب مستقبل القبلة الله أكبر، ومعناه الله أكبر وأعظم من كل كبير وعظيم، ومنزّه عن كل نقص وعيب، وحكمة افتتاح الصلاة بالتكبير، ليستحضر عظمة الله، وهو قائم بين يديه، فيخشع له، ويستحيي منه، فلا يشتغل قلبه بغيره، وسمّيت تكبيرة الإحرام.

 

لأنها تحرّم ما كان مباحا قبلها من الكلام، والأكل، وغير ذلك، فالمصلى إذا كبّر ودخل في الصلاة، كان ممنوعا من الأقوال والأفعال المخالفة للصلاة، ويرفع يديه عند تكبيرة الإحرام، لقول ابن عمر رضى الله عنهما “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه، حتى يكونا حذو منكبيه، ثم يكبر” متفق عليه، والركن الثالث وهو قراءة الفاتحة في كل ركعة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب” فيجب على الإمام والمنفرد قراءتها، والأحوط أن المأموم يقرؤها في الصلاة السرية، وفي سكتات الإمام من الصلاة الجهرية، والركن الرابع وهو الركوع في كل ركعة.

 

لقوله تعالى فى سورة الحج ” يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا” ولفعل الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله “صلوا كما رأيتمونى أصلى “والركوع في اللغة هو الانحناء، والركوع المشروع أن ينحنى حتى تبلغ كفاه ركبتيه، ويمد ظهره مستويا، ويجعل رأسه محاذيا ظهره لا يرفعه ولا يخفضه لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان” إذا ركع سوّى ظهره، حتى لو صُبّ عليه الماء لاستقر” رواه ابن ماجة، وفي الصحيحين “إذا ركع لم يرفع رأسه ولم يصوّبه، ولكن بين ذلك” وبعض الناس يُخلّ بهذا، فتراه رافعا رأسه في الركوع أو مدليا له إلى أسفل، والركن الخامس من أركان الصلاة هو الرفع من الركوع والاعتدال واقفا كحاله قبل الركوع.

 

لقوله صلى الله عليه وسلم “ثم ارفع حتى تعتدل قائما” ولأنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، وداوم عليه، وقال”صلوا كما رأيتمونى أصلى” والركن السادس من الصلاة وهو السجود، وهو وضع الأعضاء السبعة على الأرض، الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، فلا بد أن يباشر كل واحد من هذه الأعضاء موضع السجود، سواء كان على الأرض مباشرة أو على فراش أو مصلى، ولا يمد جسمه حتى يكون كهيئة المنبطح على الأرض كما يفعل بعض المتكلفين اليوم، فإن بعضهم يُقدم رأسه جدا، ويؤخر رجليه جدا حتى ربما يضايق الصف الذي أمامه والصف الذي خلفه، وهذا من الغلو المذموم التي نهى عنه النبى الكريم صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى