مقال

الدكروري يكتب عن نقض العقد وعدم الوفاء به

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن نقض العقد وعدم الوفاء به

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن هناك فئة من الناس تبيت النية على نقض العقد وعدم الوفاء به وهم في لحظات توقيع العقد، فهناك المستأجر الذي يبيت النية بعدم الوفاء بالعقد للمؤجر، وهناك الزوج الذي يبيت النية بعدم الوفاء لزوجته بشروط العقد وهكذا، ويحذرنا من مثل هذه السلوكيات خير البرية صلوات ربي وسلامه عليه، فهل يعي أولئك الذين لا يوفون بعقودهم أن ذلك خصلة من خصال النفاق ؟ ولكن ليس كل من لم يفى بالعقود يدخل في ذلك، لا، فإن هناك من لم يفى بالعقد لظرف قاهر عجز معه عن الوفاء بالعقد كفقر أو إفلاس فهذا يختلف عمن يتعمد عدم الوفاء بالعقد بل حبب الله في إعذاره ومساعدته في مثل تلك الظروف ومثال ذلك قوله تعالى في آية الدين.

 

فقال تعالى ” وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون” ومن صور الوفاء التي بدأ يلمس الفرد ضعف الوفاء بها الوفاء للوالدين الأب والأم اللذان أنفقا حياتهما ومالهما وجهدهما في سبيل إسعاد أولادهم فما النتيجة ؟ يكونان محبوبان ماداما بصحة وعافية يذهبان ويأتيان وينفقان أما إذا كبرا أو افتقرا واحتاجا أو مرضا فيصبحان عبئا ثقيلا يحرص والعياذ بالله كل ولد أن يتنصل من خدمتهم ويدفعهم إلى الآخر،أو قد يكون مصيرهم في النهاية إلى دور الرعاية الاجتماعية، وما علم أولئك الأولاد بأن هذا دين سيسددونه في حياتهم فما فعلوه بآبائهم سيفعله غدا بهم أبناؤهم، وليس ذلك نهاية المطاف.

 

فما ينتظرهم في الآخرة اكبر أما سمعوا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ” رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يا رسول قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة” ومن صور الوفاء الوفاء بين الزوجين وهناك مع الأسف من الزوجات من جعلت وفاءها لزوجها مرتبط بقضايا دنيوية بحتة فما دام زوجها قويا غنيا جميلا صحيحا كانت وفية له،أما إذا وجدت والعياذ بالله أو زين لها الشيطان بأن غيره عنده ما هو أفضل تنكرت لزوجها بل وقد تتنكر لبيتها وأولادها، وقدوتها في ذلك بطلات المسلسلات وأفلام القنوات، وينقلب الوفاء غدرا وتطالب بالطلاق بحثا عما تريد هذا إن سلمت والعياذ بالله من الحرام.

 

ومنهن من تكون و فية لزوجها في حال صحته وشبابه وكثرة ماله فإذا شاب شعره وكبر سنه ورق عظمه قلبت له ظهر المجن وتطاولت عليه بلسانها وآذته بأفعالها بل قد يصل الحال ببعضهن إلى أن تسلط عليه أبناءه وتحرضهم على عدم الوفاء له والبر به فيعود ذلك الأسد الذي كان يملؤ البيت زئيرا قطة مهملة في ركن من أركان البيت، فأسأل هذا الصنف من النساء أين الوفاء للرابطة الزوجية المقدسة، أين كن من قول الهادي البشير “لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذى نفس محمد بيده لا تؤدى المرأه حق ربها حتى تؤدى حق زوجها ولو سألها نفسها وهى على قتب لم تمنعه”

 

وفي المقابل هناك من الرجال من قل وفاؤهم لنسائهم فهو وفي لزوجته ما دامت تقوم على خدمته وخدمة بيته وأولاده محتفظة بجمالها فإذا ما كبرت وذهب شيء من جمالها أو ابتليت بداء أو مرض،أو حتى أغضبته في أمر بسيط من أمور الحياة الزوجية تنكر لها ولما قدمته له وعاقبها بطلاقها وقد يستخدم أولادها أداة لزيادة تعذيبها أو قد يتركها في البيت كشيء مهمل ليس له قيمة ويبحث عن زوجة صغيرة رشيقة جميلة يقضي معها حياته، ولا يعطي هذه المسكينة حقوقها التي شرعها الله لها بل قد ينساها هي وأولادها، فتتحول تلك الزهرة التي كانت تملأ البيت أريجا وعطرا والتي طالما تغنى بجمالها إلى زهرة ذابلة الأوراق ليس لها في حياته معنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى