مقال

الدكروري يكتب عن أركان صرح الإسلام العظيم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أركان صرح الإسلام العظيم

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

لقد حذر الله عز وجل عباده من البخل والشح وعدم الإنفاق تقربا لله تعالي وابتغاءا لمرضاته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة، صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت له، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار” فكان عقابه من الله بماله الذي بخل به على العباد، وأما عن الركن الرابع وهو صيام رمضان، وهو موسم عظيم يصقل فيه المسلم إيمانه، ويجدد فيه عهده مع الله عز وجل.

 

وهو زاد إيماني قوي يشحذ همته ليواصل السير في درب الطاعة بعد رمضان، ولصيام رمضان فضائل عدّة، فقد تكفل الله سبحانه وتعالى لمن صامه إيمانا واحتسابا بغفران ما مضى من ذنوبه، وحسبُك من فضله أن أجر صائمه غير محسوب بعدد، أما عن خامس هذه الأركان فهو الحج إلى بيت الله الحرام وقد فرض في السنة التاسعة للهجرة، فيقول الله تعالى فى سورة آل عمران ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا” وقد فرضه الله تعالى تزكية للنفوس، وتربية لها على معاني العبودية والطاعة، فضلا على أنه فرصة عظيمة لتكفير الذنوب، فقد جاء في الحديث “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه” رواه البخاري ومسلم.

 

وعلى هذه الأركان الخمسة قام صرح الإسلام العظيم، وهذا كله يبيّن لنا منهج الإسلام، وأن هذا الحق، وأن الإيمان يزيد وينقص، خلافا للخوارج والمعتزلة، فإن الخوارج يقولون لا يزيد ولا ينقص ولهذا من عصى كفر عندهم، وعند المعتزلة من عصى صار إلى النار، وصار في منزلة بين المنزلتين في الدنيا، أما أهل السنة والجماعة فإن الإيمان يزيد وينقص كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة، فإذا اجتهد في طاعة الله زاد إيمانه، وإذا أتى بعض المعاصي أو ترك بعض الواجبات نقص إيمانه، والحب في الله والبغض في الله من الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان،

 

أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” فالحب والبغض من الإيمان، مثل حب المؤمنين، وحب الرسل، وحب ما شرع الله، من الإيمان، كراهة الكفار وبغض الكفار وبغض ما نهى الله من الإيمان، هذا قول أهل السنة والجماعة خلافا لأهل الباطل، وهكذا الأقوال والأعمال كلها من الإيمان، أقوال العبد وأعماله الشرعية، فالإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، يزيد وينقص، فإذا اتقى الله وجاهد في سبيل الله وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وأحب في الله وأبغض في الله زاد إيمانه، وإذا فعل بعض المعاصي وتقاعس عن الجهاد أو ما أشبه ذلك نقص إيمانه.

 

وهكذا، وهكذا أركان الإسلام وهو مصطلح إسلامي، يطلق على الأسس الخمس التي يبنى عليها دين الإسلام، ويدل عليها حديث “بني الإسلام على خمس” ووردت في الأحاديث النبوية بصيغ متعددة، وهي الشهادتان “شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة ان محمدا رسول الله” وإقام الصلاة، وهي خمس صلوات في اليوم والليلة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، أي للقادرين، ووصفت هذه الأركان بأنها ما يبنى عليه الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى