مقال

الدكروري يكتب عن مثل الحي والميت

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مثل الحي والميت

بقلم / محمـــد الدكــروري

 

إن لذكر الله عز وجل فوائد عظيمة، يعجز العقل عن إدراكها، وقد عدّ ابن القيم أكثر من سبعين فائدة للذكر نذكر منها أنه يقرب العبد من الله، فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قربه منه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب مني شبرًا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة” رواه البخاري ومسلم، ومنها أنه يحي القلوب، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال.

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم ” مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر به مثل الحي والميت” رواه البخاري ومسلم، ومن فوائده أنه يكون سببا لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله” وذكر منهم ” ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال له يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مرّ بك من نعيم قط؟ فيقول لا والله يا رب، ما رأيت نعيما قط، ويُؤتى بأشد الناس بُؤسا من أهل الجنة.

 

فيُصبغ صبغة في الجنة، فيُقال له يا ابن آدم هل رأيت بُؤسا قط؟ هل مرّ بك من شدة قط؟ فيقول لا والله يا رب، ما مرّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط ” رواه مسلم، وإذا كان خير الناس من طال عمره وحسن عمله، فإنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائما أن يجعله ممن طال عمره في طاعة، وذلك من أجل أن يكون من خير الناس فيا من أطال الله عمره وأمدّ بقاءه فجاوزت الشهور والسنين ولا تدري متى الرحيل، فإن كنت ممن وفقت للخيرات، فاشكر الله على الفضل الكبير، واحمده على الخير الكثير، وسله سبحانه الإخلاص والثبات حتى الممات، وإن كنت من أهل التقصير والتفريط، وضاع وقتك فيما لا ينفع، فبادر بالتوبة قبل فوات الأوان.

 

فأبوابها مفتوحة للتائبين، وإن كان العمر طويلا فازدد من الطاعة والقربة والإحسان واستغله بطاعة الله الرحيم الرحمن فهذا الإمام الشافعي رحمه الله عاش قرابة خمسين عاما، ولم يزد عليها، ولكن اسمه على كل لسان، فقد ملأ علمه الأفاق، وترك أثرا لا يمحى وكم من معمر عاش أكثر من مائة عام ولا يعرف بين الناس له ذكر، لأنه ليس له عمل صالح، فالكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتفاوت متوسط عمر الإنسان عبر التاريخ، فمتوسط الأعمار يقل على مر الزمان، حتى الأنبياء والرسل تفاوتت أعمارهم بشكل كبير، فبعضهم قارب القرن وبعضهم الآخر لم يتجاوز مرحلة الشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى