مقال

الدكروري يكتب عن التنمية فى الإسلام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التنمية فى الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن التنمية السياسية تهدف إلى زيادة قدرة الأفراد على المشاركة فى العملية السياسية، وصنع القرارات، والقدرة على الاختيار السليم، والتنمية الاقتصادية وهى تهدف إلى تشجيع الأفراد على العمل، والإنتاج، والإخلاص في العمل النابع من الضمير الداخلي للشخص، والحرص على المصلحة العامة، وإن من خصائص تنمية المجتمع، وهى أن تكون عملية شاملة لجميع جوانب المجتمع الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والإدارية، حيث تتعامل معه باعتباره نظاما كاملا ومتكاملا، وهى عملية مستمرة، فهي لا تقف عند حد معين من التغيير، كما أن عملية تطبيقها للحصول على النتائج المطلوبة تحتاج إلى وقت طويل.

 

لأن التغيير يحصل في البنية الأساسية للمجتمع، وأيضا هناك عملية مخططة، فلا يمكن البدء بأى شكل من أشكال التنمية إلا بعد تحديد الأهداف الرئيسية منها، ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف إلا من خلال عملية تخطيط ذات أسلوب علمي منظم، وأيضا هى عملية استثمارية، حيث ترتكز على استثمار الموارد البشرية والمادية الموجودة بهدف تحقيق النتائج، وأيضا هى عملية إدارية، يرتكز النجاح فيها على كفاءة الإدارة في الدولة، وبتعاون جميع المؤسسات فيها سواء كانت حكومية أم خاصة، وإن عملية التنمية تهدف إلى النهوض بأفراد المجتمع وتحقيق الرفاهية لهم، وأما عن مفهوم التنمية في الإسلام لطالما كان الإسلام سباقا دوما.

 

إلى كل الأفكار الجديدة التي من شأنها تطوير وتحسين الحياة بشكل عام، وإن مفهوم التنمية من المفاهيم الأساسية في الدين الإسلامى، والتي عُرفت بأسماء مرادفة أخرى مثل التعمير، والحياة الطيبة، وكذلك العمارة، وإن مفهوم التنمية فى الإسلام يعني العمل بشرع الله في كل مجالات الحياة وذلك بهدف الوصول إلى حالة من الكفاية والكفاءة في المجتمع الإسلامى، ومن المعروف أن النظرة الإسلامية للتنمية والعمران، هى نظرة شاملة لجميع نواحى الحياة المادية والروحية والخلقية، حيث ركز الإسلام على الإنسان كمحور للعملية التنموية لأنه الكائن الوحيد القادر على الإصلاح والتغيير والبناء وكذلك التطوير.

 

وذلك بسبب الميزات التي خصه الله سبحانه وتعالى بها دون عن غيره من المخلوقات الأخرى من ضمنها العقل والتفكير، حيث إن الدين الإسلامى حارب المفاهيم السلبية التي تقف حائلا دون وقوع التنمية فى المجتمع كالكسل، والاتكالية، وعدم السعى والأخذ بالأسباب بالإضافة إلى التخلف والجهل وكذلك الفقر، وأما عن مفهوم التنمية فى الفكر الإسلامى الحديث فقد تحدث مالك بن نبي في كتابه “المسلم في عالم الاقتصاد” عن مفاتيح العملية التنموية وكذلك العمرانية وهي الوجود الإنساني والبشرى، الفاعل في الحياة وليس مجرد الوجود فيها، فهي تتطلب أن يكون الإنسان فاعلا ومؤثرا فى الحياة وأن يضع بصمته في كافة المجالات.

 

وأيضا الاهتمام بالأفكار لما لها من من قدرة على تطوير حياة الإنسان وجعله في مرحلة مستمرة من التنمية والتعمير، من خلال جعل الأفكار الجديدة موضع التنفيذ، وإن مرتكزات الإسلام التنموية هى الاستخدام الأمثل للموارد البشرية، ويشمل ذلك العناية والاهتمام بالعقول البشرية، وإعطائها فرصتها لتحقيق التنمية في مختلف المجالات، والالتزام بأولويات التنمية في الإسلام وهي الضرورات الخمس، التي تشمل النفس، والمال، والدين، والعقل، والعرض، وطاعة أوامر الله في كافة الأمور، لأن الأوامر التى أمر بها الخالق هي التى تحقق التنمية ويشمل ذلك العدالة، والإتقان والإحسان في العمل وغيرها من المفاهيم الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى