مقال

الدكروري يكتب عن علاج عصبية المراهق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن علاج عصبية المراهق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد ظهرت مؤخرا العديد من المفاهيم المعاصرة التي أصبحت مرتبطة ارتباطا وثيقا بصطلح الإنسانية، مثل حقوق الإنسان، والتنمية، والأمن البشري، وقد تم الإشارة إلى الإنسانية في العديد من القوانين في المعاهدات الدولية، حيث إنها تعد مصدرا مهما للقانون الدولي، وقيل أن علاج عصبية المراهق يكون من خلال الأمان، والحب، والعدل، والاستقلالية، والحزم، فلا بد للمراهق من الشعور بالأمان في المنزل، وهو الأمان من مخاوف التفكك الأسري، والأمان من الفشل في الدراسة، والأمر الآخر هو الحب فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم معهم، فيجب ألا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب، والعدل في التعامل مع الأبناء ضرورى لأن السلوك التفاضلي نحوهم يوجد أرضا خصبة للعصبية.

 

فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست المشكلة نفسها، والاستقلالية مهمة، فلا بد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة أكبر مع المراقبة والمتابعة عن بعد، فالاستقلالية شعور محبب لدى الأبناء خصوصا في هذه السن، ولابد من الحزم مع المراهق، فيجب ألا يترك لفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد، وإنما يجب أن يعي أن مثل ما له من حقوق، فإن عليه واجبات يجب أن يؤديها، وأن مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب أن يحترمها، وإن للمراهقة والمراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعالاته، مما يمكن أن نلخصه بأنه نوع من النمو البركاني، حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجيا وهرمونيا وكيماويا وذهنيا وانفعاليا.

 

ومن الخارج والداخل معا عضويا، وإن المدة الزمنية التي تسمى مراهقة، تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي مرحلة المراهقة الأولى وهى ما بين سن الحادى عشر إلى الرابع عشر عاما، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة، والمرحلة المراهقة الوسطي وهى ما بين عمر أربعة عشر وثمانى عشر عاما، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية، ومرحلة المراهقة المتأخرة ما بين سن ثمانى عشر إلى واحد وعشرين سنه، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنسانا راشدا بالمظهر والتصرفات، ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد، وإن افتقاد القدوة الحسنة في ظل سماء ملبّدة.

 

بمَن يريدون العبث بأفكار شبابنا، هو عين الخطر فقد أدرك العدو أن عزتنا في ديننا، فلم يدخر جهدا في تشويش أفكار شبابنا، فاعوج الفكر إلا مَن رحِم الله واهتزت الهوية، فصارت هيئتنا تلتبس علينا من فرط التقليد التباسا، وصارت أفكارنا تستغربنا، بعدما تركنا لأفكار غيرنا الحبل على الغارب، فعاثت في أرض قيمنا فسادا واستبدادا، وما لنا نتكاسل؟ وما لنا نتخاذل؟ ألسنا خير أمة؟ أليس لدينا خير قدوة؟ فكم هو عظيم ديننا، وكم هي راقية مبادئنا، فليُبحر فيها شبابنا، وليعضّوا بالنواجذ على شراعها، مهما اشتد الموج، ومهما برقت أفكار العدو وأرعدت، فنحن خير الأمم، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر، من أهدى البشرية أنبل القيم والمبادئ والأخلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى