مقال

الدكروري يكتب عن إن الجنة تحت أقدام الأمهات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إن الجنة تحت أقدام الأمهات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن للشخصية الإسلامية معالمها وشخوصها التي تعرف بها، وسماتها الفارقة التي تدل عليها منها ما بينه القرآن في قوله تعالى ” قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ” إلى قوله تعالى ” والذين هم على صلواتهم يحافظون” وقوله تعالى ” وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” إلى قوله تعالى ” أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما” ومنها ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله ” المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس” وإياكم والعقوق فإنه من أكبر الكبائر، وإعلموا أن الجنة تحت أقدام الأمهات، فتنادي الأم علي ابنها العاق لها وتقول يا بني لا أطلب إلا أقل القليل، اجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك. 

 

وأبعدهم حظوة لديك، واجعلني يا بني إحدى محطات حياتك الشهرية لأراك فيها ولو لدقائق، يا بني احدودب ظهرى، وارتعشت أطرافي، وأنهكتني الأمراض، وزارتني الأسقام، فلا أقوم إلا بصعوبة، ولا أجلس إلا بمشقة، ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك، لو أكرمك شخص يوما لأثنيت على حسن صنيعه، وجميل إحسانه، وأمك أحسنت إليك إحسانا لا تراه ومعروفا لا تجازيه، لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات، فأين الجزاء والوفاء؟ ألهذا الحد بلغت بك القسوة وأخذتك الأيام؟ يا بنى كلما علمت أنك سعيد في حياتك زاد فرحي وسرورى، وأتعجب وأنت صنيع يدى، فأى ذنب جنيته حتى أصبحت عدوة لك لا تطيق رؤيتي، وتتثاقل في زيارتي؟ فهل أخطأت يوما في معاملتك، أو قصرت لحظة في خدمتك؟ 

 

فاجعلني من سائر خدمك الذين تعطيهم أجورهم، وامنحني جزءا من رحمتك، ومنّ عليّ ببعض أجري، وأحسن فإن الله يحب المحسنين، يا بني أتمنى رؤيتك، لا أريد سوى ذلك، دعني أرى عبوس وجهك وتقاطيع غضبك، يا بني تفطر قلبي، وسالت مدامعي، وأنت حي ترزق، ولا يزال الناس يتحدثون على حسن خلقك وجودك وكرمك، يا بني أما آن لقلبك أن يرق لامرأة ضعيفة أضناها الشوق، وألجمها الحزن، جعلت الكمد شعارها، والغم دثارها، وأجريت لها دمعا، وأحزنت قلبا، وقطعت رحما، يا بني هاهو باب الجنة دونك فاسلكه، وأطرق بابه بابتسامة عذبة، وصفح جميل، ولقاء حسن، لعلي ألقاك هناك برحمة ربي كما في الحديث ” الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه ” رواه أحمد. 

 

يا بنى أعرفك منذ شب عودك، واستقام شبابك، تبحث عن الأجر والمثوبة، لكنك اليوم نسيت حديث النبي صلى الله عليه وسلم” إن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله” رواه البخارى ومسلم، هاك هذا الأجر دون قطع الرقاب وضرب الأعناق، فأين أنت من أحب الأعمال؟ يا بني إنني أعيذك أن تكون ممن عناهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله” رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، قيل من يا رسول الله؟ قال من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة” رواه مسلم، يا بنى لن أرفع الشكوى، ولن أبث الحزن، لأنهما إن ارتفعت فوق الغمام، واعتلت إلى باب السماء أصابك شؤم العقوق، ونزلت بك العقوبة، وحلت بدارك المصيبة، لا. 

 

ولن أفعل لا تزال يا بني فلذة كبدي، وريحانة فؤادي وبهجة دنياي، أفق يا بني فقد بدأ الشيب يعلو مفرقك، وتمر السنوات ثم تصبح أبا شيخا، والجزاء من جنس العمل، وستكتب رسائل لابنك بالدموع مثلما كتبتها إليك، وعند الله تجتمع الخصوم، فاللهم ارحمهما كما ربياني صغيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى