مقال

الدكروري يكتب عن أهمية السلام على المجتمعات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أهمية السلام على المجتمعات
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن السلام هو العبادة تدعو إلى الألفة والمحبة، وتنزع من النفوس البغضاء والحقد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ” وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” ثلاث يصفين لك ودّ أخيك، أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه ” ولهذا يشرع السلام على من يعرف المسلم وعلى من لا يعرف حتى تسود المحبة والتقارب بين المسلمين جميعا، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال ” تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ” وإن من أجل السلام جاء ميثاق تأسيس هيئة اليونسكو ليؤكد على المعنى الحقيقي للسلام.

فقال لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام، ولقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لكي يحيا في أمان واطمئنان وسلام، ولم يخلقه أبدا لكي يقتل أو يبيد شعب، ومن الممكن أن يتمكن المرء من تحقيق كل ما يتمناه، في الوقت الذي ينعم فيه بالسلام، أما في الوقت الذي يقضيه في الحروب والنزاعات والكوارث، فلا يتمكن أبدا من إنجاز أي شيء فعقل الإنسان يحتوي على قوة لا نهائية، وكل ما يحتاج إليه، لكي تظهر هذه القوة هو عدم المرور بأزمات أو حروب أو ضغوط، لأن كل هذا يقلل من القدرات العقلية لديه ويجعله كائن لا يفعل سوى الشعور بالخوف، ولم يستطيع المجتمع الدولي أن يعرف قيمة السلام إلا بعد أن مر بمعاناة كبيرة ومدمرة، وذلك في فترة الحرب العالمية الأولى والثانية، وفي خلال هذه الفترة المأساوية.

تم إبادة أكثر من نصف مليار فرد، وقد أفلست أكبر الدول في هذا الوقت وأنفقت دول أخرى أضعاف أضعاف ميزانيات دول كبرى، والحرب والسلام لا يؤثران فقط على الفرد، بل يؤثران على المجتمع ككل، فأهمية السلام على المجتمع يعمل على تنميتها في كافة المجالات، لأنه عندما تتمتع دولة بالسلام تكون قادرة على تنمية نفسها، وأن تجعل هناك خطة واضحة لتقديمها بين الدول، ومن أهمية السلام أيضا للمجتمع أنه يساعد على مقدرة الشباب على المساهمة في مستقبل أوطانهم، فعندما يجد الشاب خيارات متعددة أمامه، لكي يبدأ في المجال الذي يحبه سوف يعطي فيه أفضل النتائج، لأنه يعيش في بلد آمنة سالمة في تطور ويبني دون خوف، وإن السلام هو الوسيلة الوحيدة التي تحقق الوفاق بين الشعوب، وعندما يتحقق هذا المعنى النبيل.

تسود بين الشعوب المعاني التي خُلق الإنسان من أجلها، فنجد هناك تناغم بين البلاد مهما كان بينهم إختلاف سواء في العرق أو الأصول أو الدين، وتبتعد عنهم تماما روح الأنانية والكراهية التي لا يكون لها أساس، ويعد أيضا السلام هو الوسيلة الوحيدة لإنتهاء أي نزاع بين دولة وأخرى وشعب وآخر، لذلك لجأت الشعوب إلى عقد الكثير من الاتفاقيات التي تدعم السلام وتعمل على إيقاف الحرب والنزاعات، وعندما يتفشى السلام في العالم سوف نجد أن هناك بيئة صالحة لنمو الإستثمارات، وتحفيز الإنتاج وتبادله وازدهار الدول الفقيرة، لأن كل مظاهر النمو الإقتصادي سوف تتوافر، لذلك الأمان والإستقرار هم النتيجة الوحيدة للسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى