مقال

الدكروري يكتب عن مقياس الضمير

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن مقياس الضمير

بقلم / محمـــد الدكـــروري

تشير الدرجة العالية على مقياس الضمير إلى تفضيل السلوك المخطط على العفوي، ويرتفع معدل الضمير الوسطي بين البالغين الشباب ثم يتراجع بين البالغين الأكبر سنا، وإن للشخصية القوية سمات وعلامات، ومنها أن الشخصية القوية شخصية متكاملة، ومن علامات تكامل الشخصية هو انسجام الشخص مع غيره من الناس، والمقدرة على عقد الصلات الاجتماعية بشكل مرضى دون أي شعور بالاضطهاد أو شكوى من الآخرين ، ودون أن يزعجه النقد الموجه له منهم، ومثل الشخصية المتكاملة كمثل أسرة يتعاون أفرادها بعضهم مع بعض يحكمهم غرض واحد يوجه نشاطهم ويؤلف بين قلوبهم وهناك معايير أخرى هامة لقوة الشخصية تتمثل في الإحساس بالمسئولية، وتحمل تبعات الاختيار، واتخاذ القرار، ومن سمات الشخصية القوية أيضا هو عدم الخوف من المخلوقين. 

فلا يخاف إلا من رب العالمين، فالمؤمن يعود نفسه على الخوف من الله تعالى، فلا يخاف من أي شيء آخر، وإذا أردت أن تقضي على أي خوف مهما كان كبيرا، فما عليك إلا أن تستحضر عظمة الله تعالى، وتتذكر قوته وعظمته وتقارن ذلك بقوة الشخص الذي تخاف منه وحدوده، لتجد أن كل الدنيا لا تساوي شيئا أمام قوة الله تعالى، وهذه العقيدة ستجعل الإنسان أكثر قدرة على المواجهة وبالتالي تجعله أكثر قدرة على درء المخاوف، وإن من قوة الشخصية أيضا هي القدرة على ضبط الذات، وذلك في حدود الأخلاق الفاضلة وقوة الشخصية تعني أيضا هى القدرة على الاختيار السليم، والتمييز بين الخير والشر والصواب والخطأ، وإدراك الواقع الحاضر، وتوقع المستقبل والشخصية القوية هي التي تجيد فن التعامل مع الآخرين، وتتسم بالهدوء وعدم الاكتراث بالمناقشات الغبية.

وعدم فرض عقليتها على غيرها، فالثقة بالنفس والحجة القوية لا تحتاجان لإلزام أو انفعال أو صراخ، فالشخصية القوية هي التي تتسم بعدم القلق، أو ما يعبّر عنه بالثقة بالنفس، وهي التي تنطق بالحكمة، فقد سئلت السيده عائشة رضي الله تعالى عنها، عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردت بكلمة رائعة جمعت فيها صفات شخصية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقالت رضى الله عنها ” كان خلقه القرآن ” ومن سمات الشخصية القوية هو أن تكون شخصية متكاملة، فالشخصية المتكاملة هي الشخصية السوية الموحدة المتزنة، وتتضمن تكامل الشخصية فى تفاعل سماتها بعضها مع بعض، وتآزر بعضها مع بعض، بحيث إن التغير في سمة من سماتها تنعكس على الشخصية بأكملها فيؤدي إلى تغييرها.

والشخصية القوية هي الشخصية التي تستمر في النمو والتطور، فصاحب العقلية المتحجرة ، هو شخص ضعيف الشخصية، ومن لا يستفيد من وقته وصحته وإمكانياته، هو أيضا شخص ضعيف الشخصية، ومن لا يعدل من سلوكه ويقلع عن أخطائه، يكون أيضا شخص ضعيف الشخصية، ويعتقد أيضا أن الشخصية تتكون من خمس عوامل أساسية رائدة في وصف النفسية، وتقسيمات الشخصية أو مجالاتها للجانب الوجداني، وهو كل ما يتعلق بالقيم والأخلاق والعاطفة والسلوك أي لا يتدخل العقل به، وهو الجانب العقلي المعرفي، وهو يهتم بتجميع المعارف والخبرات، والجانب الحركي، وهو أن يضع من اهتماماته الجسم والذات البشرية ككل، إلا أن هناك من يقول بأن الشخصية لا يمكن تفكيكها فهي كل شامل، وكذلك فإن الشخصية الخطرة تكون مخفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى