مقال

الدكروري يكتب عن المنّ والسلوي هدية من السماء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المنّ والسلوي هدية من السماء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن المنّ والسلوي هو ما أنزله الله عز وجل علي نبيه موسي عليه السلام في فترة التيه، وهي مادة صمغية دبقة يميل لونها إلى الخضار شبيهة بالدبس تنتج من أشجار الجوز المتقدمة في العمر وشجر البلوط وبعض الأشجار المختلفة التي تنمو في الأماكن المرتفعة في فصل الخريف، تتواجد حشرة صغيرة فوق جذوع هذه الأشجار تسمى “المن” وتقوم هذه الحشرة بإفراز هذه المادة الصمغية وتتجمع فوق الجذوع والأوراق ويطلق عليها الصمغ العربي ومن ثم يتم جمعها من قبل المزارعين في وقت الصباح الباكر حتى لا تتعرض للشمس وتفقد لزوجتها وتصفى من الشوائب، ويتم إضافة إليها مطيبات ونكهات مختلفة وبعض المكسرات وتكور بشكل كرات صغيرة وتدحرج في الدقيق وتقدم للأكل أو تحفظ في صناديق مصنوعة من الخشب لتحافظ عليها من عوامل الجو. 

وهي ما يطلق عليها حلوى المن والسلوى، وتعتبر المن والسلوى هدية من السماء وإنتاج خالص من الطبيعة، وإنفرد العراقيون بإنتاجها وصنعها وخاصة سكان مدينة السليمانية، وقد تم ذكرها في القرآن الكريم، وقد تعددت الأقوال والتفسيرات في هذه الآية المخاطب بها بني إسرائيل وقيل أن معنى المن في الآية الكريمة هو طل يسقط على أوراق الشجر ويخثر ويصبح صمغيا وذو مذاق حلو كالعسل، وقيل أنه شراب العسل، وهناك قول آخر أن المن هو جميع ما منّ الله تعالى به على عباده من الخيرات والأرزاق والبركات من غير مجهود سابق، وقيل أنه نوع من الحبوب يدخل في صناعة الخبز، وقيل أنه مادة صمغية كانت تنزل على أوراق الشجر، أما السلوى فإنه نوع من الطيور وقيل أنه طير من طيور الجنة، وأما عن بنى إسرائيل فقيل أنه حين اشتد بهم الظمأ إلى الماء. 

وسيناء مكان يخلو من الماء، ضرب لهم موسى بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا من المياه وكان بنو إسرائيل ينقسمون إلى اثنى عشرا سبطا، فأرسل الله المياه لكل مجموعة، ورغم هذا الإكرام والحفاوة، تحركت في النفوس التواءاتها المريضة، واحتج قوم موسى بأنهم سئموا من هذا الطعام، واشتاقت نفوسهم إلى البصل والثوم والفول والعدس، وكانت هذه الأطعمة أطعمة مصرية تقليدية، وهكذا سأل بنو إسرائيل نبيهم موسى عليه السلام، أن يدعو الله ليخرج لهم من الأرض هذه الأطعمة، وعاد نبى الله موسى عليه السلام يستلفتهم إلى ظلمهم لأنفسهم، وحنينهم لأيام هوانهم في مصر، وكيف أنهم يتبطرون على خير الطعام وأكرمه، ويريدون بدله أدنى الطعام وأسوأه، ولقد سار نبى الله موسى عليه السلام بقومه في اتجاه البيت المقدس. 

وقد أمر موسى قومه بدخولها وقتال من فيها والاستيلاء عليها، وها قد جاء امتحانهم الأخير، وبعد كل ما وقع لهم من المعجزات والآيات والخوارق، جاء دورهم ليحاربوا وذلك بوصفهم مؤمنين، قوما من عبدة الأصنام، فرفض قوم موسى عليه السلام دخول الأراضي المقدسة، وحدثهم نبى الله موسى عن نعمة الله عليهم، وكيف جعل فيهم أنبياء، وجعلهم ملوكا يرثون ملك فرعون وآتاهم ” ما لم يؤت أحدا من العالمين” وكان رد قومه عليه أنهم يخافون من القتال، فقالوا إن فيها قوما جبارين، ولن يدخلوا الأرض المقدسة حتى يخرج منها هؤلاء، وانضم لموسى وهارون اثنان من القوم، وتقول كتب القدماء إنهم خرجوا في ستمائة ألف، ولم يجد نبى الله موسى عليه السلام من بينهم غير رجلين على استعداد للقتال، وراح هذان الرجلان يحاولان إقناع القوم بدخول الأرض والقتال، فقالا لهم إن مجرد دخولهم من الباب سيجعل لهم النصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى