مقال

الدكروري يكتب عن اللجوء إلى غير الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن اللجوء إلى غير الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الفساد في الأرض يدخل فيه الصد عن سبيل الله، فقال الله تبارك وتعالى”ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين ” وكذلك فإن اللجوء إلى غير الله تعالى ودعاء الأموات إفساد، وكذلك فإن قتل النفس إفساد ، وتعظم الجريرة إذا كان المقتول مصلحا، كما قال الله تبارك وتعالى ” وكان فى المدينة تسعة رهط يقسدون فى الأرض ولا يصلحون ” وإن اشترك القوم بالرأي والمكيدة ، فهو إفساد الطبقة المتنفذة المتسلطة ، ولذا قال سبحانه وتعالى ” قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ” ومعنى التبييت هو قتله ليلا، فهم خفافيش الظلام التي يبهرها النور فلا تستطيع أن تتحرك وتعمل إلا تحت جُنح الظلام.

وكذلك فإن قتل الأنفس البريئة إفساد، وكذلك فإن بخس الموازين والتطفيف بالكيل إفساد، فقال الله تبارك وتعالى على لسان شعيب عليه السلام ” فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ” وكذلك فإن التقاطع في الأرحام وعدم وصلها فهو إفساد فقد قال الله تبارك وتعالى ” فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم ” وكذلك فإن نقض العهد، وعدم الوفاء به، وقطع ما أمر الله به أن يوصل فهو إفساد، وأيضا فإن الإسراف ومجاوزة الحد في الغي والتمادي في المعاصي إفساد، فقال الله تبارك وتعالى على لسان نبيه موسى عليه الصلاة والسلام” كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين ” وإن إيقاد نيران الحروب بين عباد الله إفساد، فقال الله تبارك وتعالى.

” كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ” وكذلك فإن السحر إفساد، فقال الله تبارك وتعالى ” قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ” وكذلك فإن الجبروت والتكبر على عباد الله إفساد، والإفراط في الفرح والأشر والبطر، وكذلك ارتكاب المنكرات وإتيان ما حرم الله من الفواحش، وكذلك فإن السرقة إفساد، فقد قال الله عز وجل عن أخوة يوسف ” قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد فى الأرض وما كنا سارقين ” ويقول المولى عز وجل في كتابه الكريم، كما جاء فى سورة الروم ” ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون ” وهذه الآية العظيمة، وغيرها مما يقارب خمسين آية في كتاب الله تعالى كلها تحذر من الفساد بجميع صوره وأشكاله وأنواعه.

وتمثل هذه الآيات بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في الصحاح والسنن والمسانيد التي تحذر الأمة من الفساد في الأرض ومن الإفساد، وأن يكون المؤمن صالحا مصلحا بعيدا عن جميع صور الفساد، حتى لا ينزل به العذاب، وحتى لا تنزل بالأمة الكارثة والمصائب والنكبات، والابتلاءات بصور مختلفة بسبب تصرفات بعض الأشخاص، وإن الفساد بجميع صوره، كل ذلك حذر منه الإسلام، وحذر منه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، صراحة، وحث الأمة على محاربته بجميع صوره، وإن الفساد الذي هو استغلال الوظائف العامة للمصالح الخاصة، والفساد الذي هو ضياع الحقوق والمصالح، وهى مصالح العباد بسبب مخالفة ما أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، والفساد الذي هو عدم القيام بالأمانة واستشراء الخيانة بين أفراد المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى