مقال

التاريخ شاهد على معارك الجيش الروسى الحاسمة فى فصل الشتاء

جريدة الاضواء

التاريخ شاهد على معارك الجيش الروسى الحاسمة فى فصل الشتاء

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

•الإتحاد السوفيتي وخليفته روسيا بارعون فى عقاب أعدائها بقسوة فى فصل الشتاء. وأسالوا أوربا عن ذلك فى الحرب العالمية.إستعدادا لمعارك الشتاء.رصد أرتال مدرعة روسيه بالتموية الشتوى فى طريقها إلى الجبهة الأوكرانية .
ليس تحيزا لروسيا لكن دورس التاريخ تؤكد ذالك و المخططين العسكريين يدرسون الدروس المستفادة من حروب التاريخ. و روسيا سواء أفراد أو معدات مدربين ومجهزين تماماً لحروب الشتاء القارص بثلوجه وبرده .
ومن يكلف نفسه ويقرأ تاريخ سيعلم أن روسيا كانت تنتصر دائما فى الشتاء .وإسألوا الفرنسيين فى عهد نابوليون والألمان فى الحرب العالميه الثانية عما فعله الروس و شتاؤهم بجيوشهم.

• خطتهم واضحة لاتتغير على مر التاريخ. الإنسحاب وإعطائك لذة المنتصر.ثم أدمر كل مافى طريقك لكى لا تستفيد به .وبالتالى تطول خطوط إمدادك و مايتبعها من مشاكل لوجستية مع سهولة تدميرها .ثم التمركز فى أماكن مجهزة ومحصنة و أتركك تصل إليها تقف فى العراء وسط جليد الشتاء الروسى الرهيب. فتفقد معداتك وأفرادك وسط الصقيع . ثم أبدا هجومى المضاد ولا أحتاج إلا قليل من المجهود للقضاء على مابقى من جيشك والذى لايعود منه إلى وطنه إلا أقل القليل. يجر أذيال الهزيمة والإنكسار.

• نطبق هذه الخطة على معركة «خيرسون» نجد أنه مع الأسف لا الغرب ولا الأوكرانيون تعلموا من التاريخ ويكررون نفس الخطأ.برغم أنهم صرحوا قبل الدخول أنهم يشعرون أنهم فى طريقهم الى مصيدة روسية. و أقاموا الأفراح لهزيمة الروس وإنسحابهم من «خيرسون» .بينما الواقع على الأرض إنسحاب الروس لمواقع جهزوها شرق نهر دنيبرو.وهذا ذكاء حتى لايكون النهر من خلفهم و العدو من أمامهم. والمدنيين الموالون للروس يتم نقلهم الى مناطق آمنه بعيداً عن الجبهة. وترك مدينة «خيرسون» مدمرة البنية التحتية تماماً بلا كهرباء ولا مياه .
و المدنيين الذين رفضوا المغادرة مع الروس فى حالة صعبة جداً أدى لترحيلهم إلى وسط أوكرانيا .
و بالتالى أى قوات أوكرانية داخلها لاتجد أى غطاء مدنى يمنع تدمير المدينه بالكامل على من فيها. و منطقة خيرسون بالكامل تم تلغيمها وهو مايعوق أى تقدم سريع ويؤدى لخسائر كبيرة دون مجهود للروس فى القتال.أما الضفة الشرقية للنهر التى يتحصن فيها الروس أعلى قليلا من الضفه الغربية. وهذا معناه أن الجبهة الإوكرانية مكشوفة أمامهم وكل تحركاتهم مرصودة من الجيش الروسي.
هذا بالإضافة لإتساع النهر يشكل مانع طبيعى يجعل محاولة العبور شبه مستحيلة. فبالتالى القوات الروسية تتمركز وهى آمنة إلى حد كبير فى ظل تحيد القوات الجوية والصاروخية لأوكرانيا.
و الجيش الأوكرانى يقف فى العراء دون تجهيز مناسب وينتظر الدعم بأجهزة التدفئة والملابس الثقيلة .

• الأرض مع بدء الشتاء تتحول فى إلى أوحال طينية وهو مايعوق التحركات والتقدم على الأرض .
والروس الآن متمركزون ويجلسون فى الدفئ ينتظرون قدوم الشتاء وهبوط الثلوج. والثلوج تحتاج لمعدات أخف للحركة عليها وهو متوافر فى مدرعات وآليات الروس المجهزه للقتال فى هذه الظروف .

•• لكن فى كل الأحوال هناك فرق بين الهواة والمحترفين.و من لا يتعلم ممن سبقوه ومن دروس التاريخ يستحق أن يكون هو ذاته درساً لمن يأتى بعده…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى