دين ودنيا

الدكروري يكتب عن رأي العلماء في يوم الأم

جريدة الأضواء

بقلم / محمــد الدكــروري

إنه ينبغي علي الإنسان عدم الاقتصار على يوم عيد الأم فقط فى إظهار المحبة والبر والإحسان والتكريم للأمهات، حيث إن كل أيامنا عيد بوجودهن، وكذلك الابتعاد عن المخالفات الشرعية، وأيضا رأي المانعون أنه قد ذهب مجموعة من أهل العلم، إلى القول بتحريم الاحتفال بعيد الأم والاحتفاء به وتخصيصه، وبيان آرائهم فيما يأتى، أولا علماء اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية، وقد قالوا بإن الاحتفال بيوم عيد الأم محرّم شرعا، فهو من البدع التي لم ترد عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام، وقد قال الشيخ ابن عثيمين إن هذا العيد بدعة ومخالف للشريعة، فلم يكن معلوم فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، والأعياد الشرعية المعروفة هي فقط عيد الفطر، وعيد الأضحى.

وعيد الأسبوع يوم الجمعة، أما ما سوى هذه الأعياد الثلاثة فهي باطلة ومخالفة للشرع، واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الشيخ ابن عثيمين أنه لا يجوز الاحتفال بهذا اليوم أو إحداث أى شعائر من العيد فيه كتقديم الهدية وإظهار السرور والفرح فيه، لأن هذه الأعياد بدع لم تكن معلومة في زمن السلف الصالح، وقال الشيخ ابن باز، إن تخصيص يوم في السنة للأم وإهمالها بقية العام من الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية، والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة كثيرة في بيان وجوب بر الوالدين والإحسان إليهم وصلة الرحم، وبيان التحذير من عقوقهما، وقطع صلتهما، فتخصيص يوم من أيام السنة للاحتفال في الأم من الأمور المحدثة في الدين ولم يفعلها النبى صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام.

لذا وجب ترك الاحتفال به ونصح الناس بذلك والاكتفاء بما شرع الله ورسوله، وأما عن تاريخ الاحتفال بعيد الأم إن تاريخ الاحتفال بعيد الأم يختلف من دولة إلى أخرى، وهكذا فإن الأم هي منبت الإنسان وأصله، وفي قرارات أرحام الأمهات تشكل الأبناء خلقا من بعد خلق، وطورا بعد طور، ينبتون تحت أضلاعها، ويكبرون في حواشيها، ويتغذون من دمها وجسدها، الذي يصيبه الوهن يوما بعد يوم ليكبر ذلك الجنين في بطنها، وهي تناظر اليوم بعد اليوم، بل الساعة تلو الساعة، لترى حملها بين يديها، فتنسى في هذه اللحظة مرارة الحمل، وأوجاع الولادة فكيف لا تكون الأم أغلى كنز وأعظم منحة إلهية، وهي بعد ذلك لا تكل ولا تمل تعهدا وتربيةً وتطبيبا ورعاية وتغذية، وغاية مناها وراحة ضميرها.

أن ترى أبناءها قد حققوا آمالهم، وبنوا أنفسهم، واستقلوا بذاتهم، والإسلام دين نالت الأم فيه مكانة لا نظير لها، ولا قريب منها، سطرتها كثير من الآيات الكريمات والأحاديث الشريفة، ولكن الناس فى العالم المعاصر، مسلمين وغير مسلمين، اصطلحوا على تسمية يوم خاص للاحتفال بالأم، وأسموه عيد الأم، ولقد كثر في الغرب تخصيص أيام بعينها فى السنة للاحتفال بشيء يرغبون في تذكير المجتمع به، لأنهم يشعرون بأهميته، أو لأنهم يشعرون بإهمال فى حق جانب أو شخص أو فئة اجتماعية، فيبحثون عن مناسبة لتذكير المجتمع بها، وهذا هو المنطلق والأساس لفكرة الأعياد والأيام التي كثر تخصيصها في الغرب، مثل يوم المرأة، ويوم الطفل، ويوم الأم، ويوم العمال، ومثل ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى