مقال

رأس الايمان وقوامة

جريدة الاضواء

رأس الايمان وقوامة

بقلم / هاجر الرفاعي

إنّ من ضرورات الحياة الاجتماعية ومقوّماتها الأصلية شيوع التفاهم والتآزر بين أفراد المجتمع الواحد، ليتمكّنوا من النهوض بأعباء الحياة، وتحقيق غاياتها وأهدافها، لينعموا بحياةٍ هانئة وكريمة، ملؤها المودّة والسلام. وهذا لا يتحقّق إلا بالتفاهم والتعاون الوثيق وتبادل الثقة والائتمان بين الأفراد. ومن البديهي أنّ اللسان هو أحد أهمّ أدوات التفاهم والتواصل بين البشر، والترجمان العملي لأفكارهم وما يدور في خلدهم، فهو يلعب دوراً خطيراً في حياة المجتمع والأفراد. وعلى صدق اللسان

 

وكذبه تبنى سعادة المجتمع وشقاؤه، فإن كان اللسان صادق القول، وأميناً في الشهادة والنقل، كان عاملاً مهمّاً في إرساء السلام في المجتمع، وزيادة أواصر التفاهم والتعاضد بين أفراده، وكان رائد خيرٍ ورسول محبّة بين البشر، وأمّا إن كان متّصفاً بالخداع والتزوير، والخيانة والكذب، غدا رائد شرّ، ومدعاةً للتباغض بين أفراد المجتمع، وسبباً لخرابه وفساده. لذا، كان

الصدق من ضرورات الحياة الاجتماعية والفردية، لما له من انعكاساتٍ مباشرة على كلّ منها، فهو نظام عقد المجتمع السعيد

 

والمسالم، ودليل استقامة أفراده والمؤكّد على صحّة وقوّة إيمانهم. لذا، كان التأكيد والحثّ الشديد في الآيات والروايات عليه، لأنّه، باختصار، هو العمود الفقري لمجتمعٍ معافى وسليم من الأحقاد والتنازع، وإيمان خالص وصادق بالله.

أقسام الصدق للصدق صورٌ وأقسامٌ، أبرزها:الصدق في الأقوال: وهو الإخبار عن الشيء على حقيقته من غير تحريفٍ أو تزوير.

الصدق في الأفعال: وهو مطابقة القول الفعل، كالبرّ بالقسم والوفاء بالعهد.الصدق في العزم: وهو التصميم على أفعال الخير،

 

فإن قام بإنجازها كان صادق العزم.،،، الصدق في النيّة: وهو تطهير النيّة من شوائب الرياء وغيرها من الآفات، والإخلاص لله تعالى في القصد، بحيث لا يكون الدافع ولا القصد سوى رضا الله والتقرّب إليه. فدائما احرص على ان تكون صادقا لا ينطق فاهك الا بكلمة الحق والصدق ولا تعود لسانك وفاهك الا بنطقهم بالصدق والقول الحسن فوالله الذي لا اله الا هو ما تكذب لأجلة لا ينفعك يوم القيامه ومن تكذب لخاطرة لا يقف بجانبك يوم العرض على ولكن اجعل الله مبتغاك واجعلة هو الغاية واجعل الجنة نصب عينيك وكن صادقا.

 

فالكذب مفتاح الشرّ

الكذب صفة تجعل صاحبها ذليلاً وتذهب بماء وجهه واعتباره، وهي أصل الانفعال والخجل واسوداد الوجه في الدنيا والآخرة. والآيات والروايات الدالّة على خبث هذه الصفة كثيرة، منها:رُوي عن الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم قوله: “المؤمن إذا كذب بغير عُذر لعنه سبعون ألف ملك، وخرج من قلبه نتنٌ حتّى يبلغ العرش فيلعنه حملة العرش، وكتب الله عليه بتلك

 

الكذبة سبعين زنيةً، أهونها كمن يزني مع أمه”.ورُوي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً قوله: “الكذب مجانب الإيمان، ولا رأي لكذوب”ورُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام، فيما أوصاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “يا علي، إيّاك والكذب! فانّ الكذب يسوّد الوجه، ثمّ يُكتب عند الله كذابا، وإنّ الصدق يبيّض الوجه، ويُكتب عند الله صادقا، واعلم أنّ الصدق مبارك والكذب مشؤوم”.ورُوي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قوله: “إنّ الله عزّ وجلّ جعل للشرِّ أقفالاً، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشّراب، والكذب شرٌّ من الشراب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى