مقال

الصداقة الحقة والوفاء للصديق الصدوق .

جريدة الاضواء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

موضوعي عن الصداقة الحقة والوفاء للصديق الصدوق .

بقلم الحاج جلال عبدالكريم العببدي …

نتحدث اليوم عن الصداقة الحقة والوفاء والاخلاص تجاه الفرد والمجتمع، قال تعالى: (ٱلْأَخِلَّآءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلْمُتَّقِينَ)، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ». في البداية نعرّف المقصود بالصداقة، الصداقة من أعظم وأنبل المعاني في حياة البشر، لأن الإنسان بطبيعته خُلقَ اجتماعيًا، يحب الناس، ولا يستطيع العيش بدون صديق، يخفف عنه، تعب الحياة، ويشكو له همومه، وينصحه ويوجهه إلى الأفضل دائمًا، لكن السؤال هنا هل توجد صداقة بمعناها الحقيقي في عصرنا الحالي؟ السؤال هنا محتاج إجابة، نعم أم لا، نحن نعيش في زمن التطور والعولمة والحداثة والتكنولوجيا والسرعة، والتغيرات المتلاحقة لم تعد موفورة كما كانت في عصور البساطة، فحينما تتأمل وجوه الناس وأحاديثهم وحكايتهم، وتستمع إلى أحداثهم- وما يحل بهم ولهم- تشعر أن الصداقة في هذا الزمان باتت بعيدة المنال، خاصّة وأنت تسعى للعثور على صديق صدوق يعي معنى الصداقة الحقة ومراميها وأهدافها دون مآرب شخصية أو منافع مادية، وحسْبُنا في هذا المقام قول الإمام الشافعي: سلامُ على الدُّنيا إذا لم يكن بها صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعد مُنصفا.إنّ الصّداقةَ كما جاء في إحدى الدراسات العلمية علاقة اجتماعية وثيقة تقوم على مشاعر الودّ المتبادل بين شخصين أو أكثر، وتميّزها عدّة خصائص، من بينها الدّوام النّسبي والاستقرار، والتقارب العمري في معظم الحالات بين الأصدقاءِ، مع توافر قدرٍ من التّماثل بينهم فيما يتعلّق بالسّمات الشخصية، والقدرات العقلية، والاهتمامات والاتجاهات، والقيم والظُّروفِ الاجتماعية، ويتّسمُ التّفاعل بين الأصدقاءِ بأمور أساسية، أهمها الفهم العميقُ المتبادَلُ، والاستعدادُ للإفصاح عن الخبراتِ والمشاعرِ. يقول الإمام الغزالي: إنّ من حقوقِ الصُّحبةِ الواجبةِ مع الأصدقاءِ: الإيثار بالمال، والمبادرة بالإعانة، وكتمان السّرِّ، وسترَ العيوبِ، والسكوت عن تبلغيه مذمّة الناسِ، وإبلاغه ما يسُرُّه من ثناءِ النّاسِ عليه ن وحُسْنَ الإصغاءِ عندَ الحديثِ، ودعوته بأحب أسمائه إليه، والثناء عليه بما يُعرفُ من محاسنه، وشُكره على صنيعه في وجهه، والدّفاع عنه في غيبته، ونُصحه باللُّطف، والعفو عن زلُته، وإحسان الوفاء مع عهده، والتخفيف عنه في المكاره، وإظهار السُّرور لرؤيته، والسّلام عليه عند لقائه.ويشير ابن المقفع إلى أن «إخوان الصّدق هم خير مكاسب الدنيا، وهم زينة في الرخاء، وعُدة في الشدة، ومعونة في المعاشِ والمعاد، واعلم أن انقباضك عن النّاسِ يُكسبك العداوة، وأنّ انبساطك لهم يُكسبُك صديق السوء». ووجد أرسطو أن تشابه الصديقين هو الذي يحفظ الصداقة من الشقاق والخلاف، لاعتقادهما أن تقديم العون وتضحية كل منهما من أمر صديقه أمر واجب ما دام ذلك بمقدروه، وأخيرًا نرى أن الصداقة ركن أساسي من أركان الحياة السعيدة.. فاختر صديقك الوفي. ..

تحياتي لكل أصدقائي الأفياء جميعا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى