إن محاسبة النفس هي الخطوة الأولى نحو النجاح وهي بمنزلة بوابة العبور إلي تحقيق الأمن والسعادة في الدنيا والآخرة
بل إنها تربي في الإنسان الضمير وتنمي فيه الإحساس بالمسؤولية فالدنيا ليست بدار بقاء ولكن كتب الله عليها الفناء
ولكن يبقي السؤال هل جلس أيا منا مع نفسه يوما ليحاسبها عما بدر منها من أقوال وأفعال
هل جلست يوما أيها الإنسان لتقول لقد أسأت لفلان اليوم أو قدمت خيرا لأحد
كثيرون نجدهم يتفاخرون بالعبادة وريادة المساجد بل والجلوس في الصف الأول وراء الإمام ويتفاخر بالعمرة والحج لبيت الله الحرام مرات ومرات ولكن قبل كل ذلك هل حاسبت نفسك يوما علي تلك الأعمال أهي خالصة لوجهه الكريم وتضرع الي الله قبولها أم هي للمفاخرة بين الناس ؟
فهذا اليوم هو يومك وغدا ستلقي الله وستحاسب علي الصغيرة قبل الكبيرة فهل أعدت العدة ليوم الحساب
فالإنسان منا إذا طال أمله في الحياة زاد تعلقه بها بل قد يفقد عقله عن إدراك حقيقتها فتخدعه الدنيا ببريقها وتلهيه عن الحقيقة الغائبة عنه ويظل غافلا عنها ولا يفيق إلا بدنو أجله
محاسبة النفس هي طريق الجنه فالمؤمن الذي يحاسب نفسه مستغفرا لذنبه فالنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي
حيث يوجد صنف من الناس قد اعتادوا خداع أنفسهم قبل غيرهم فيرتكبون الفواحش خفية من الناس دون خوف من رب الناس ويتظاهرون أما الجميع بالأمانة والاستقامة وهؤلاء يقول المولي عز وجل في شأنهم (يخادعون الله والذين آمنوا ومايخدعون إلا أنفسهم ومايشعرون )
فعلينا جميعا مراجعة النفس اولا بأول فكل لحظة ندم علي ذنب اقترفناه هي لحظة صفاء للنفس وتطهير لها
ولنا في رسول الله قسوة حسنة وفي أصحابه والتابعين والسلف الصالح فقد كانوا يحاسبون أنفسهم اولا بأول وينصحون عمالهم علي المدن بذلك
فعلينا جميعا أن نتقرب الي الله بالطاعات ومحاسبة أنفسنا كبيرنا وصغيرنا رجالا ونساءا عن الزلات والخوف الا يتقبل الله أعمالنا علي هذه الحال
