مقال

استقيلوا يرحمكم الله

جريدة الاضواء

استقيلوا يرحمكم الله
كتب : وائل عباس

قد يظن البعض أن الحرب الروسية الأوكرانية هى مجرد حربا بين دولتين ؛ قد تنتهى بأنتصار أحدى الدولتين وأنهزام الأخرى ؛ وهكذا دائما ما تكون الحروب
ولكن :
تلك الحرب ليست مجرد حربا بين دولتين فحسب ؛ ولكنها ماراثون لريادة العالم وتسيده ؛ ومعركة تكسير عظام بين الكبار ؛ من يصمد فيها طويلا هو من يفرض نفسه على الآخرين ؛ تلك الحرب كان لها تأثيرا خطيرا على أقتصاديات معظم دول العالم ؛ فقد أعلنت دول إفلاسها ك ” لبنان ” على سبيل المثال وليس الحصر ؛ وخرجت معظم شعوب آوروبا الغربية على حكوماتها وأتهمتها بالأنسياق وراء الولايات المتحدة الأمريكية ضد مصلحة شعوبها ؛ وظهر الشقاق بين الشركاء الآوروبيون ؛ وأرتفع الغلاء فى معظم دول العالم ؛ وفرضت الطاقة نفسها من جديد كسلاح مهم وحاسم .
وهنا فى مصر أصبح تأثير تلك الحرب واضحا وجليا فى أرتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ؛ وخاصة على المواطن البسيط الذى لا ينفك أن يستفيق من الصدمات صدمة تلو الآخرى ؛ حتى بلغت المعيشة أصعبها ؛ وأصبح الفقراء قاب قوسين أو أدنى من التزمر ؛ وتلاعب أعداء الوطن وعزفوا على نغمة غلاء المعيشة ؛ وفى ظل هذه الظروف الصعبة نجد أن بعض الوزراء يتفنون فى رفع ضغط المواطن المصري المطحون ؛ وذلك عبر ذيادة الضرائب والجبايات والتفنن فى أنواعها ومسمياتها ؛ كقانون تراخيص المحال التجارية ؛ حتى أثقلوا على كاهل المواطن الفقير وكل من يتكسب على يده ؛ ومن لا حيلة له إلا الأسترزاق والعمل بالأجرة .
هؤلاء الوزراء لا أجد فيهم من تتناغم حركته وحركة وزارته مع طموحات السيد الرئيس ونشاطه البناء ؛ إلا ما رحم ربى .

السيد رئيس الوزراء :
لك جزيل الشكر فقد أستلمت مقاليد الأمور في مرحلة صعبة وتحملت عبء المسؤلية ؛ لكن هذه المرحلة الحرجة تحتاج لحكومة أزمات ؛ لا مكان فيها للمتكاسل الذى لا يغادر مكتب وزارته ؛ والذى لا يتمتع بالقدر السياسى والعمق الأقتصادى المطلوب في تلك المرحلة ؛ نحتاج وزارة شفافة عندها بعد نظر وعمق أختيار القرار وكذلك توقيته ؛ نحتاج وزارة تراقب وتحاسب كوادرها ؛ نحتاج وزارة حرب ؛ كل من فيها يعمل بنفس القدر والحماس الذى عليه السيد الرئيس ؛ نحتاج لإعادة تفعيل أجهزة المراقبة والمحاسبة وأجهزة الكسب الغير مشروع ؛ نحتاج وزارة لا ينام من فيها ولا يهدأ لهم جفن طالما قبلوا إستلام الأمانة ؛ نحتاج وزارة تمتلك إعلاما قويا حتى لا تختلط الأمور على بسطاء الشعب المصري ؛ وحتى لا يتلاعب الأعداء بقرارات مسؤليها ويترك الشعب لتخمين قراراتها ؛ نحتاج وزارة تدعو الشعب للعمل وتفتح آفاق جديدة للمستقبل ؛ نحتاج وزارة تخضر تلك الصحراء المترامية الأطراف ؛ نحتاج وزارة تشيد المصانع وتدرب الكوادر ؛ وتهيء فرص عمل للقضاء على البطالة ؛ لذا نناشد السيد الرئيس بإقالة كل من قصر وتهاون فى أداء واجبه ؛ ومن هو ليس مناسب لهذه المرحلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى