مقال

الدكروري يكتب عن موسي يلتقي بشعيب عليهما السلام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن موسي يلتقي بشعيب عليهما السلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

عندما رأي نبي الله شعيب عليه السلام من أهل مدين أنهم ينقصون الكيل والميزان ويقطعون الطريق وينهبون أموال الناس بالباطل، وعظهم نبي الله شعيب عليه السلام، ولكن أرسل إليه الملك وهو ملك هذه المدينة وسأله ما تقول فيما صنعت؟ أراضي أنت أم ساخط ؟ فقال شعيب عليه السلام، أوحى الله تعالى إليّ أن الملك إذا صنع مثل ما صنعت يقال له ملك فاجر، فكذبه الملك وأخرجه وقومه من مدينته، فسلط الله عليهم الحر والغيم حتى أنضجهم الله، فلبثوا فيه تسعة أيام، وصار ماؤهم جميعا لا يستطيعون شربه، فانطلقوا إلى غيضة لهم فرفع الله لهم سحابة سوداء فاجتمعوا في ظلها، فأرسل الله عليهم نارا منها فأحرقتهم فلم ينجو منهم أحد، وذلك لقوله تعالى “فأخذهم عذاب يوم الظلة”

 

وإنه لما خرج نبي الله موسى عليه السلام من أرض مصر يريد النجاة من كيد فرعون وجنوده، ولم يكن خروجه جُبن، لأن الأنبياء يستحيل عليهم الجبن، وتوجّه عليه السلام إلى أرض مدين ماشيا على قدميه بغير زاد ولا دابة يركبها فكان يأكل ورق الشجر وهذا حال أنبياء الله الصبر عند الشدة والمصيبة والبلاء فلا يعترضون ولا يتسخطون على الله ولا يتخلون عن الدعوة إلى الله، وسار موسى عليه السلام إلى مدين وظل يمشي مسيرة ثمانية أيام حتى وصل إلى مدين وقد أتعبه الجوع فجلس تحت ظل شجرة فأبصر امرأتين وكانتا أختين ترعيان الأغنام وتريدان سقي أغنامهما من بئر كبيرة وكان الرعاة يسقون مواشيهم من هذه البئر والأختان تحبسان غنمهما عن الشرب من البئر، ولكن لماذا ذلك؟

 

وهو لئلا يختلط غنمهما بغنم الآخرين، فأشفق نبي الله موسى عليه السلام عليهما، وسألهما عن سبب تعهدهما لرعاية الغنم بأنفسهما فأخبرتاه بأن أباهما شيخ كبير، وليس عنده من الأولاد الذكور من يرعى له هذه الأغنام، ثم البئر بعد أن يسقي الرعاة أغنامهم يضعون عليها صخرة كبيرة هذه الصخرة لا يطيق رفعها إلا عشرة رجال أو قيل في رواية أربعون رجل، فماذا كان من موسى عليه السلام؟ فكان منه عليه السلام أن وضع قوة جسمه التي من الله تعالي عليه بها في طاعة ربه، وفي طاعة خالقه، وفي طاعة الله المطلع عليه، ولا تخفى عليه خافية، فرفعها موسى عليه السلام وحده ثم استقَى منها الماء وسقَى لهاتين المرأتين غنمهما وأعاد الحجر مكانه مرة أخري ثم انصرف عليه السلام.

 

إلى ظل شجرة وجلس تحتها يدعو الله تعالى ويشكره، فهو يدعو الله عز وجل الذي مَنّ عليه بهذه القوة ويشكره على هذه النعمة العظيمة، وصح عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال ” والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ” فحدد بذلك مكانها، فإذا احتاجت للخروج فعليها أن تأخذ حواف الطريق، وتغض بصرها، وترتدى زيها الشرعي بحيث يضرب من الرأس حتى القدم، ويكون فضفاضا غير ضيق لا يصف حجم العظام ولا يشف ما تحته من البدن ولا يكون ثوب شهرة ولا زينة ولا يشابه مثل الرجال ولا مثل الكافرات، والمرأة لا تختلط بالرجال حتى في أماكن العبادة ، فهي تطوف بالكعبة من خلف صفوف الرجال، وخير صفوف الرجال أولها وشرها أخرها، وخير صفوف النساء أخرها وشرها أولها وذلك في الصلاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى