مقال

الدكروري يكتب عن دانيال حاكما على بابل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن دانيال حاكما على بابل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من أكبر الحضارات هي حضارة بابل، وبابل هي مدينة عراقية كانت عاصمة البابليين، أيام حكم حمورابي حيث كان البابليون يحكمون أقاليم ما بين النهرين، وقد حكمت سلالة البابليين الأولى تحت حكم حمورابي فتره من الزمن ما قبل الميلاد في معظم مقاطعات ما بين النهرين، وأصبحت بابل العاصمة التي تقع علي نهر الفرات، والتي اشتهرت بحضارتها، وقد بلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي عرفت بالسلالة الآمورية، أو السلاله العمورية، إلى إحدى عشر ملكا، قد حكموا ثلاثة قرون في هذه الفترة ما قبل الميلاد، وقد بلغت حضارة المملكة البابلية أوج عظمتها وازدهارها وانتشرت فيها اللغة البابلية بالمنطقة كلها، حيث ارتقت العلوم والمعارف والفنون.

 

وتوسعت التجارة لدرجة لا مثيل لها في تاريخ المنطقة، وكانت الإدارة مركزية والبلاد تحكم بقانون موحد، سنه الملك حمورابي لجميع شعوبها، وقد دمرها الحيثيون، ثم حكمها الكاشانيون، وانتعشت بابل مره أخرى وخصوصا أيام حكم الملك الكلداني نبوخذ نصر حيث قامت الإمبراطورية البابلية، وكانت تضم بلادا من البحر الأبيض المتوسط وحتى الخليج العربي، وقد استولى عليها قورش الفارسي بعد ذلك وقتل آخر ملوكها بلشاصر، وكانت مبانيها من الطوب الأحمر، وقد اشتهرت بالبنايات البرجية وهى الزيجورات، وكان بها معبد إيزاجيلا للإله الأكبر مردوخ وهو مردوك، والآن أصبحت أطلالا، وقد عثر بها على باب عشتار وشارع مزين بنقوش الثيران والتنانين.

 

والأسود الملونة فوق القرميد الأزرق، وقد كانت آثار بابل مدرجة على لائحة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، قبل أن تحذفها المنظمة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي بسبب تلاعب النظام العراقي السابق بمعالم المدينة الأثرية وتغيير بعض المعالم وإعادة بناء بعض الأجزاء بدون أي أسلوب علمي، ونحت أول حرف من اسمه واسم والده على طابوق جدران المدينة وتغيير معالم المدينة ووجود المياه الجوفية، وفي يوليو العام الماضى وافقت على إعادة إدراجها في لائحة التراث العالمي بعد تأمين المدينة وإبعادها عن العسكرة، وأما عن النبى دانيال فكان الثلاثه الذى أتى معهم من السبي البابلي هم حننيا وميشائيل وعزريا.

 

فتعلم هناك لغة الكلدانيين ورشح مع رفقائه الثلاثة للخدمة في القصر الملكي، وهذا وفقا للرواية التوراتية وتعلم دانيال ثلاث سنين وأعطاه الله فرصة لإظهار علمه وحكمته ففسر حلما لنبوخذ نصر كان قد أزعجه، وكان مكافأة له على هذه الخدمة نصبه حاكما على بابل ورئيسا على جميع حكمائها، وأصبح له قدرة على تفسير أحلام الملوك، وبذلك أصبح شخصية بارزة في بلاط بابل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى