مقال

الدكروري يكتب عن هدم حضارة الأمة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن هدم حضارة الأمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد حثنا الإسلام علي التعمير والبناء، كما نهانا عن التخريب والدمار، وإن بناء الأوطان في تبني مبدأ العدل والعدالة فلا يعاقب فلان لأنه فلان و فلان لايعاقب لأنه فلان، فقد قال ابن تيمية “وأمور الناس تستقيم فى الدنيا مع العدل الذى فيه الاشتراك فى أنواع الاثم أكثر مما تستقيم مع الظلم فى الحقوق وإن لم تشترك فى إثم، ولهذا قيل إن الله تعالى يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة، ويقال الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والاسلام، وبناء الأوطان يكون من خلال وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب ليس بالمزاجات والو لاءات، وبناء الأوطان يكون من خلال قبول مبدأ التنوع فالاختلاف بالرؤى لايفسد للود قضية، وبناء الاوطان يكون بحب الايثار للغير.

 

وليس كلمه أنا، وبناء الأوطان يكون من خلال تبني ثقافة تكافؤ الفرص في المال والأعمال والوظائف والتعليم والتطبيب وكافه مناشط الحياة، كما تبنى الأوطان من خلال الجمع بين الأصالة والتحديث مع احترام ثوابت الأمة ومعتقداتها، ولا تبنى الأوطان على الفساد المالي والإداري والأكاذيب والعوز النفسي والتحطيم المادي والمعنوي للانسان وكل مايؤدي الى التشاحن والبغضاء والتحريض والإقصاء والتهميش لبعض مكونات المجتمع، و لانستطيع أن نبنى وطنا بعيدا عن منهج الله تعالى، فقد قال تعالى فى كتابه العزيز ” قل إن كان آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا”

 

ويقول أحد المستشرقين إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي اهدم الأسرة ،لان الأسرة هي المحضن الوحيد للتدين عندما تفسد كل المحاضن الاجتماعية، واهدم التعليم، وعليك بتغييب دور اﻷم اجعلها تخجل من وصفها بربة بيت، ولكي تهدم التعليم عليك بالمعلم لاتجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه، ولكي تسقط القدوات عليك بالعلماء اطعن فيهم قلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لايسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد، فإذا اختفت اﻷم الواعية واختفى المعلم المخلص، وسقطت القدوة فمن يربي النشء على القيم؟ فإن الاسلام قد انفرد بفكرة لا يشاركه غيره فيها، وهي أن البناء على المقاصد الأصلية يصيِّر تصرفات المكلف كلها عبادات، سواء كانت من قبيل العبادات أو العادات.

 

لأن المكلف إذا فهم مراد الشارع من قيام أحوال الدنيا، وأخذ في العمل على مقتضى ما فهم، فهو إنما يعمل من حيث طلب منه العمل، ويترك إذا طلب منه الترك، فهو أبدا في إعانة الخلق على ما هم عليه من إقامة المصالح باليد واللسان والقلب، لذا فإن أي عمل نافع لا تنهى عنه الشريعة فهو عبادة، وواجب كفائي يطلب من مجموع المكلفين وذلك كتعلم الصنائع المختلفة وأنه إذا فعله أحد المكلفين سقط الطلب عن الباقين وارتفع الإثم عنهم جميعا وإذا أهمله الجميع أثموا جميعا، ولا يسقط فرض الكفاية إلا عند قيام الكفاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى